السفر المنتظم يرفع الصحة ويطيل العمر فعليًا
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي أن السفر لا يقدم مجرد استراحة من الروتين، بل يشكل عاملًا مؤثرًا على الصحة النفسية والجسدية.
وأكدت النتائج التي نقلتها صحيفة “واشنطن بوست” أن الالتزام بإجازة سنوية منتظمة على مدى سنوات طويلة يسهم في رفع متوسط العمر بنسبة تصل إلى 20 بالمئة، كما يخفف من خطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب بنسبة 30 بالمئة، مما يعكس أثرًا تراكميًا ملموسًا.
حلّل الباحثون بيانات لأشخاص حافظوا على نمط ثابت من السفر سنويًا طوال تسع سنوات، ووجدوا أن نسبة إصابتهم بمضاعفات متعلقة بالقلب كانت أقل بكثير مقارنة بمن لا يأخذون عطلات منتظمة.
كما ساهم السفر في خفض ضغط الدم المرتفع، وتنظيم مستويات الكوليسترول، وسكر الدم، والدهون الثلاثية، وهي جميعها مؤشرات رئيسية لأمراض القلب والسكري.
ربط البروفيسور بروكس غامب من جامعة سيراكيوز بين السفر السنوي وانخفاض احتمالية الإصابة بمتلازمة الأيض بنسبة 25 بالمئة، وهي حالة تجمع بين عوامل خطيرة منها ارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، وزيادة الدهون، وهي حالات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمعدلات الوفاة المرتفعة بين البالغين.
ركّزت الدراسة أيضًا على الفوائد النفسية، فوجدت أن تغيير البيئة، حتى لعدة أيام فقط، يقلل من التوتر والإرهاق ويقلل من أعراض الاكتئاب، كما أن الإجازات المنتظمة تقلل من الالتهابات المرتبطة بالتوتر المزمن، وتمنح الجهاز العصبي مساحة للهدوء وإعادة التوازن.
كشف البروفيسور سوني ليهمان من جامعة كوبنهاغن أن النوم في أماكن مختلفة خلال العطلات يُمكن أن يعوّض النقص المزمن في النوم، وخاصة لمن يعيشون نمط حياة مزدحم ومرهق، وأكد أن التباين البيئي يساهم في تحسين جودة النوم خلال فترة الإجازة، مما يعزز من قدرة الجسم على استعادة طاقته.
ورغم الأدلة المتزايدة على فوائد السفر، أظهرت دراسة منفصلة من شركة “YouGov” أن جيل الألفية في الولايات المتحدة يعاني من شعور بالذنب عند أخذ الإجازات، حيث أفاد 58 بالمئة منهم بأنهم لا يشعرون بالراحة النفسية خلال العطلات، مقارنة بنسبة 55 بالمئة في جيل “زد”، في حين أن جيل “الطفرة السكانية” أظهر نسبًا أقل في هذا الشعور.
تؤكد هذه الدراسة أن الإجازات المنتظمة لم تعد رفاهية، بل أداة وقائية صحية يجب أن تُمارس بانتظام، السفر لا يمنحك فقط فرصة للاستجمام، بل يُعد استراتيجية واقعية لتحسين جودة الحياة.
المصدر: صحيفة البلاد
