وجهات سياحية

باريس تقترب من رقم قياسي جديد في استقبال السياح عام 2025

تستعد العاصمة الفرنسية باريس لتحقيق إنجاز سياحي غير مسبوق مع نهاية عام 2025، إذ تشير التوقعات إلى أن أعداد الزوار قد تتجاوز حاجز 50 مليون سائح، وهو ما يمثل ارتفاعًا جديدًا مقارنة بالعام الماضي الذي سجل نحو 48.7 مليون زائر، بينهم أكثر من 21 مليون سائح أجنبي، ليواصل القطاع السياحي ترسيخ مكانته كركيزة أساسية للاقتصاد الفرنسي.

ووفقًا لتقرير نشره موقع Tourism Review، فقد سجلت باريس في عام 2024 ما يقارب 175 مليون ليلة مبيت، ساهمت السياحة الدولية بأكثر من نصفها، لتدر إيرادات تجاوزت 71 مليار يورو، بزيادة بلغت نسبتها 12% عن عام 2023، كما وفر القطاع نحو 291 ألف فرصة عمل في مجالات متعددة شملت الفنادق والمطاعم والخدمات المرافقة، مما عزز من مكانة باريس كوجهة جاذبة ومؤثرة في سوق السياحة العالمي.

ويشير التقرير إلى أن جاذبية باريس لم تفقد بريقها بفضل أيقوناتها السياحية التي تواصل التطوير والتجديد، حيث استقبل برج إيفل وحده أكثر من 6.3 ملايين زائر العام الماضي، مع خطط لإعادة لونه البرونزي الأصلي خلال العام المقبل، بينما واصل متحف اللوفر تصدره لقائمة المتاحف العالمية الأكثر زيارة بـ8.9 ملايين زائر، مطلقًا مشروع «النهضة الجديدة» لتوسيع قدرته على استيعاب الحشود المتزايدة.

كما حافظت منطقة مونمارتر على مكانتها كأحد أبرز معالم العاصمة، حيث جذب بازيليك القلب المقدس أكثر من 11 مليون زائر سنويًا، مع قرار السلطات فرض رسوم على صعود القبة اعتبارًا من يونيو المقبل بهدف الحد من الاكتظاظ، في حين سجلت كاتدرائية نوتردام عودة قوية بعد إعادة افتتاحها في ديسمبر 2024 عقب أعمال الترميم، حيث استقبلت أكثر من 6 ملايين زائر خلال أشهر قليلة فقط.

ويؤكد التقرير أن هذه الطفرة السياحية، رغم فوائدها الاقتصادية، تثير تحديات ملحوظة على مستوى البنية التحتية والقدرة الاستيعابية للمدينة، إذ تسجل باريس كثافة سياحية مرتفعة تصل إلى 418 ألف ليلة مبيت لكل كيلومتر مربع، وهو ما يفرض ضغوطًا على الخدمات العامة ويثير شكاوى السكان المحليين من ازدحام الأحياء الشهيرة.

ولمعالجة هذه التحديات، وضعت السلطات الباريسية خطة إصلاحية واسعة تشمل تنظيم أكثر صرامة للإيجارات قصيرة الأجل مثل منصات Airbnb، إلى جانب تبسيط تعرفة النقل العام، وتقييد حركة السيارات في وسط المدينة، فضلًا عن خطوة رمزية تمثلت في السماح مجددًا بالسباحة في نهر السين بعد أكثر من مئة عام من الحظر، وذلك ضمن توجه يهدف إلى جعل المدينة أكثر استدامة وصديقة للبيئة.

ويختتم التقرير بالتأكيد على أن باريس تسعى لإيجاد توازن بين تعزيز انتعاشها السياحي والحفاظ على جودة الحياة لسكانها، بما يعزز من مكانتها كـ«مدينة النور» ووجهة عالمية رائدة تستقطب الأجيال المتعاقبة من السياح، لتظل رمزًا للجمال والثقافة والتجديد المستمر.

المصدر: القبس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى