لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياح: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل السياحة العربية رقمياً

أكدت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن عدداً متزايداً من الدول العربية بدأ يُدرك بعمق أهمية الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز كأدوات استراتيجية لتحسين تجربة الزائر، موضحة أن التحول الرقمي في قطاع السياحة لم يعد خياراً ترفيهياً، بل ضرورة حتمية تفرضها المتغيرات التكنولوجية وسلوكيات المسافر الحديث، الذي بات يبحث عن تجربة سلسة، مخصصة، وآمنة في جميع مراحل رحلته.

أشارت إلى أن تطبيقات الحجز الإلكتروني باتت من أولى بوابات هذا التحول، إذ تمكّن الزائر من التخطيط الكامل لرحلته ابتداءً من تذاكر الطيران والإقامة، وصولاً إلى حجوزات المتاحف والمطاعم، عبر منصات ذكية توفّر توصيات مخصصة بناءً على تفضيلات المستخدم، وتحلّل بياناته لتقديم محتوى ملائم، وأوضحت أن العديد من الوجهات العربية مثل دبي، وأبو ظبي، والرياض، ومسقط، بدأت بالفعل بتبني هذه الحلول وتطوير منصات رقمية موحدة تجمع بين الجهات السياحية والخدمية في منظومة متكاملة.

وأضافت أن بعض المشاريع الرائدة في المنطقة تستثمر اليوم في تطبيقات الواقع المعزز لتوفير جولات افتراضية في المواقع الأثرية، حيث يمكن للزائر عبر هاتفه المحمول أو نظارات خاصة استكشاف المعالم التاريخية بطريقة تفاعلية، والاطلاع على تفاصيل دقيقة بصرياً وصوتياً، ما يضفي بعداً جديداً على الزيارة لا تتيحه الطرق التقليدية، ولفتت إلى أن هذا التوجه يُعد حلاً مثالياً لجذب الزوار من الأجيال الرقمية، لا سيما فئة الشباب، ويتيح للأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية أو البصرية التفاعل مع الوجهات السياحية بشكل أكثر شمولية.

وبيّنت أن تقنيات الإرشاد الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي تنتشر تدريجياً في عدد من المتاحف والمواقع الثقافية العربية، مما يمنح الزوار تجربة ذات طابع شخصي وبلغة يختارونها، مشيرة إلى أن هذا التطوير لا يهدف فقط إلى تعزيز المحتوى المعرفي بل يسهم في رفع معدلات رضا الزائر ويزيد من احتمالية تكرار الزيارة.

ودعت الدكتورة لمياء إلى ضرورة أن تتبنى باقي الدول العربية رؤية واضحة ومتكاملة للتحول السياحي الرقمي، قائمة على شراكات بين القطاعين العام والخاص، وتستثمر في تدريب الكوادر المحلية على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتصميم التفاعلي، إلى جانب دعم الابتكار وريادة الأعمال في هذا المجال، مشددة على أن المرحلة المقبلة تتطلب جاهزية رقمية شاملة تعكس صورة عصرية للوجهات العربية أمام الزائر المحلي والدولي.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.