خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: المهرجانات الثقافية رافعة اقتصادية وسياحية متكاملة

أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن المهرجانات الثقافية والموسمية تمثل رافعة أساسية في تحفيز السياحة الداخلية وجذب السياح من الخارج، مشيرًا إلى أن هذه الفعاليات لا تقتصر على كونها مناسبات احتفالية مؤقتة، بل تتجاوز ذلك لتشكل أداة استراتيجية لإبراز الهوية الثقافية وتعزيز النشاط الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية.

لفت خليل إلى أن الدول التي أدركت أهمية هذه المهرجانات استطاعت توظيفها بنجاح لخلق حراك سياحي ديناميكي يمتد أثره على مدار العام، لا سيما في المناطق التي تمتلك مقومات تاريخية أو طبيعية أو تراثية، موضحًا أن تنظيم الفعاليات الثقافية يسهم في إعادة توزيع الحركة السياحية من المدن الكبرى إلى المناطق الطرفية والريفية، وهو ما يُحدث توازنًا في التوزيع الاقتصادي ويحرك عجلة الإنفاق المحلي.

وأكد أن المردود الاقتصادي للمهرجانات لا يقتصر على عوائد التذاكر والإيرادات الفورية، بل يتجلى بشكل أعمق في تحفيز الصناعات المرتبطة بالسياحة، مثل النقل، والفندقة، والمطاعم، والحرف اليدوية، والخدمات اللوجستية، كما أن هذه الأنشطة تُسهم في توفير فرص عمل مؤقتة ودائمة لأبناء المجتمعات المضيفة، وتمنحهم منصات حقيقية لعرض ثقافتهم ومنتجاتهم، ما يعزز من ارتباط السكان المحليين بهذه الفعاليات ويحولهم إلى شركاء فاعلين في نجاحها.

وأشار خليل إلى أن المهرجانات أصبحت أيضًا منصة فعالة للدبلوماسية الثقافية، حيث تجمع تحت مظلتها مشاركين من خلفيات متعددة، وتُسهم في ترسيخ صورة إيجابية عن الدولة المضيفة، وتعزيز علاقاتها الثقافية والسياحية على المستويين العربي والدولي، مضيفًا أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي يدعم هذا التوجه من خلال توثيق هذه الفعاليات، وتسليط الضوء على نماذجها الناجحة، وتحفيز الإعلاميين على تقديم تغطية نوعية تبرز أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وشدد على أهمية تبني رؤية تكاملية عند تنظيم المهرجانات، تتضمن التخطيط المبكر، وتحديد الأهداف بوضوح، وإشراك القطاع الخاص، وربط الفعاليات ببرامج سياحية متكاملة، لضمان تحقيق أقصى عائد ممكن وتعزيز الاستدامة الاقتصادية لها، داعيًا إلى إنشاء مؤشرات دقيقة لقياس الأثر الفعلي لكل مهرجان على مستوى عدد الزوار، وقيمة الإنفاق، ومعدلات التوظيف، ونسبة استفادة المجتمعات المحلية.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.