تقنية

الذكاء الاصطناعي ينجح في اجتياز اختبار تورينج.. هل بدأ عصر الآلة؟

أعلن باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو عن نجاح روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي في اجتياز اختبار تورينج، ما أثار جدلاً كبيرًا حول فعالية هذا الاختبار كمؤشر لتقييم الذكاء البشري.

يُعد اختبار تورينج معيارًا تاريخيًا حاسمًا لتحديد ما إذا كانت الآلة قادرة على محاكاة الذكاء البشري، وهو ما جعل من هذه الدراسة نقطة تحول جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي.

قدّم الباحثان كاميرون جونز وبنجامين بيرجن دراسة تُعيد تسليط الضوء على دور اختبار تورينج في تقييم الذكاء الاصطناعي. يعتمد هذا الاختبار على مبدأ بسيط؛ وهو أن الآلة يجب أن تكون قادرة على التفاعل في محادثة بحيث يصعب تمييزها عن الإنسان الحقيقي، وقام الباحثان بتقييم أربعة نماذج لغوية مختلفة: “ELIZA” النموذج القديم، و”GPT-4o”، و”LLaMa-3.1-405B”، و”GPT-4.5″.

تتمثل فكرة الدراسة في قيام مجموعة من المتطوعين بالدور التحقيقي في محادثات نصية تفاعلية، حيث كان المحققون يتواصلون مع شخصين: أحدهما كان إنسانًا حقيقيًا، بينما كان الآخر نموذجًا لغويًا، كان المحققون يتعين عليهم تحديد أي الشاهدين كان إنسانًا وأيهما كان الذكاء الاصطناعي بناءً على ردود الأفعال.

أظهرت نتائج الدراسة أن نموذج “GPT-4.5” كان الأكثر قدرة على محاكاة الإنسان، حيث نجح في خداع المحققين في 73% من الحالات. بينما قدم نموذج “LLaMa-3.1-405B” أداءً جيدًا أيضًا بنسبة 56%.

من جهة أخرى، فشل النموذجان الآخران “ELIZA” و”GPT-4o” في إثبات كفاءتهما، حيث تم تحديدهما كأنظمة اصطناعية في نسبة ضئيلة من الحالات (23% و21% على التوالي)، هذه النتائج تعكس تفاوتًا كبيرًا في قدرة هذه النماذج على تقليد التفاعل البشري بشكل طبيعي.

يعود تاريخ اختبار تورينج إلى عام 1948 عندما صممه عالم الحاسوب البريطاني آلان تورينج، ومنذ ذلك الحين، أصبح الاختبار نقطة محورية في نقاشات الذكاء الاصطناعي.

كان الاختبار، في جوهره، يحاول الإجابة عن سؤال جوهري: هل يمكن للآلة أن تحاكي التفكير البشري؟ ومع ذلك، أثار هذا الاختبار العديد من الأسئلة حول مدى دقة تصنيفه للذكاء، لأن القدرة على محاكاة السلوك البشري لا تعني بالضرورة امتلاك تفكير حقيقي.

ما يشير إليه هذا الإنجاز هو التقدم الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع النمو السريع للنماذج اللغوية مثل “GPT-4.5″، ولكن، هل يعني اجتياز هذه النماذج لاختبار تورينج بداية عصر الآلات الذكية القادرة على التفكير؟ هذا يبقى سؤالًا مفتوحًا مع استمرار تطور هذه التكنولوجيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى