سياحة و سفر

إلغاء البطاقات الورقية وتسجيل الوصول يدشّن مرحلة جديدة للسفر الجوي

شهدت صناعة الطيران المدني خطوة جديدة في مسار التحول الرقمي، مع اقتراب إطلاق نظام عالمي جديد يهدف إلى إلغاء بطاقات الصعود الورقية وإجراءات تسجيل الوصول التقليدية في المطارات، وقاد هذا التحول جهاز الطيران المدني التابع للأمم المتحدة بالتعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) التي بدأت التحضير لإطلاق ما يُعرف باسم «هوية السفر الرقمية» (DTC) خلال السنوات الثلاث المقبلة.

استهدفت الخطة إنهاء الاعتماد على الوثائق الورقية، بما فيها جوازات السفر الورقية، وتحويل تجربة السفر إلى منظومة رقمية بالكامل، وسيتم استبدال البطاقات الورقية وتقنيات التحقق التقليدية بتكنولوجيا بيومترية تشمل التعرّف على الوجه ومسح قزحية العين، إلى جانب تحميل «تصريح مرور الرحلة» على الهواتف الذكية.

اعتمد النظام الجديد على تحميل نسخة رقمية من جواز السفر في الهاتف الذكي، ما يسمح للمسافر بالتنقل بين مختلف نقاط التفتيش داخل المطار باستخدام بصمته البيومترية، عند وصول المسافر إلى مبنى المطار، يتم مسح وجهه وقزحية عينه تلقائياً، ومن ثم إشعار شركة الطيران بوجوده دون الحاجة إلى إبراز بطاقة صعود أو المرور بمرحلة تسجيل الوصول المعتادة، هذا التغيير سيؤدي إلى تقليص أوقات الانتظار وتسريع الإجراءات، إضافة إلى تقليل الاحتكاك بين المسافرين وموظفي المطار.

ووصفت فاليري فيال، مديرة إدارة المنتجات في شركة «أماديوس» المتخصصة في تكنولوجيا السفر، هذا التحديث بأنه الأكبر منذ إدخال التذاكر الإلكترونية في أوائل الألفينات.

وأشارت إلى أن المرحلة الحالية تتطلب نماذج جديدة أكثر مرونة وتفاعلاً، شبيهة بتلك التي تعتمدها شركات مثل «أمازون»، حيث تُبنى الخدمة على التكامل بين التكنولوجيا وتجربة المستخدم، بدلاً من الإجراءات الورقية المتفرقة.

أكدت فيال أن نظام تسجيل الوصول سيتحوّل من النموذج التقليدي القائم على طلب بطاقة صعود، إلى نموذج رقمي يتعرّف تلقائياً على المسافر عند وصوله إلى المطار، هذه الخطوة لا تمثل تحديثاً تقنياً فقط، بل تغيراً في فلسفة السفر نفسها، إذ يصبح الراكب محور العملية، ويتفاعل النظام معه بشكل ديناميكي وفوري.

وأشار متخصصون في البنية التحتية الرقمية إلى أن هذه الخطوة ستتطلب تجهيزات واسعة تشمل أجهزة مسح الوجه، أنظمة التحقق البيومتري، وبرمجيات قراءة معلومات الهواتف الذكية، وأوضحوا أن المطارات ستحتاج إلى تطويرات هيكلية وتقنية لضمان التوافق مع النظام الجديد، وأن مستوى الجاهزية سيتفاوت بين الدول حسب إمكانياتها واستعداداتها.

ورغم أن التحول الرقمي الكامل يثير بعض المخاوف حول الخصوصية، فإن شركة «أماديوس» شددت على أن بيانات المسافرين ستحظى بدرجة عالية من الحماية، حيث يتم مسحها بعد مرور 15 ثانية فقط من استخدامها عند كل نقطة تفتيش.

ويمكّن النظام الجديد من التعامل الذكي مع الرحلات الفائتة أو المؤجلة، إذ يعيد برمجة تصاريح المرور بشكل تلقائي دون الحاجة لتدخل يدوي من قبل الموظفين.

يتوقع أن يبدأ تطبيق النظام في مطارات مختارة خلال فترة تجريبية قبل تعميمه عالمياً، وسيمثل هذا التحول نقطة فارقة في تاريخ صناعة الطيران، حيث يتحول السفر من تجربة تعتمد على الورق والانتظار إلى تجربة ذكية وسريعة تعتمد على بصمة المسافر وهاتفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى