أخبار الاتحاد

علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: تغير المناخ يفرض تحديات غير مسبوقة على خارطة السياحة العربية

أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن التغيرات المناخية المتسارعة تفرض تحولًا جذريًا في مستقبل السياحة بالمنطقة العربية، محذرًا من أن السنوات القادمة ستشهد تحولات حادة في أنماط السفر والوجهات، نتيجة الظروف البيئية التي بدأت فعليًا في التأثير على بعض المواقع السياحية في المنطقة.

أوضح في تصريح خاص أن السياحة العربية، رغم امتلاكها لمقومات طبيعية وثقافية كبيرة، أصبحت تواجه تحديات مضاعفة مع ازدياد موجات الحر، تراجع الموارد المائية، وزيادة وتيرة الكوارث الطبيعية، وشدد على أن هذه العوامل لم تعد قضايا مؤجلة، بل واقع حالي يفرض إعادة النظر في البنية التحتية للقطاع، والتخطيط الطويل الأمد للوجهات السياحية، ومدى ملاءمتها للمستقبل القريب.

وأشار إلى أن العديد من المدن العربية الساحلية، مثل الإسكندرية والدار البيضاء وبيروت، باتت معرضة لتغيرات في مستوى سطح البحر، ما يؤثر بشكل مباشر على جاذبيتها كوجهات صيفية، ويستدعي تدخلًا عاجلًا في سياسات الحماية البيئية، كما أكد أن السياحة الصحراوية في دول الخليج وشمال إفريقيا لم تعد بمنأى عن التحديات، خاصة مع تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة في عدة مناطق، مما يحد من فترات الذروة السياحية التقليدية.

ذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي يتابع بشكل مكثف المؤشرات البيئية وانعكاساتها على حركة السياحة في الدول الأعضاء، ويعمل على دعم الجهود الإعلامية التي تهدف إلى رفع وعي الجمهور وصناع القرار بمخاطر التأخير في تبني سياسات سياحية مستدامة، وأكد في هذا السياق أن الإعلام السياحي العربي لم يعد مجرد ناقل للمعلومة أو مروج للوجهات، بل أصبح اليوم أحد أدوات التغيير التي يجب أن تواكب المتغيرات العالمية وتتبنى أجندة بيئية واضحة.

وأشار إلى أن بعض الدول العربية بدأت في تبني حلول بديلة، مثل تقليص الاعتماد على السياحة الموسمية، وتطوير السياحة البيئية والريفية، وتشجيع السفر في غير أوقات الذروة المناخية، لكنه أكد أن هذه المحاولات ما زالت محدودة، وتحتاج إلى دعم سياسي، وتمويل حقيقي، وشراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص.

ودعا إلى عقد قمة عربية سياحية بيئية، تكون مخصصة بشكل كامل للتعامل مع ملف التغير المناخي وتأثيره على السياحة، وتضع خارطة طريق واضحة للتحول نحو قطاع قادر على الصمود والتكيف، وشدد على ضرورة أن تضم القمة ممثلين عن وزارات السياحة والبيئة، ومراكز البحوث، والقطاع الخاص، إضافة إلى الإعلاميين والمهنيين المتخصصين، مشيرًا إلى أن غياب التنسيق المشترك بين هذه الأطراف خلال السنوات الماضية أضعف قدرة الدول العربية على التكيف مع التغيرات المناخية.

اختتم الدكتور صباح علال تصريحه بالتأكيد على أن السياحة العربية تقف على مفترق طرق، وأن المستقبل سيتحدد بمدى الجدية التي يتم بها التعامل مع هذا الملف، معتبرًا أن الحل لا يكمن فقط في الحفاظ على الأرقام السياحية، بل في الحفاظ على الأساس الطبيعي والبيئي الذي تقوم عليه هذه الصناعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى