سياحة و سفر

الذكاء الاصطناعي شريك السفر الجديد يختصر التخطيط للوجهات الأوروبية

كشفت تجربة سفر خاضها مدوّن وزوجته في أنحاء أوروبا عن مزايا متعددة للاستعانة ببرنامجي “جيميناي” و”تشات جي بي تي” كمرشدين سياحيين فوريين، حيث يتيح البرنامجان للمستخدم الحصول على أفضل الوجهات السياحية بناءً على تفضيلاته ورغباته بشكل سريع وموجز، مما يلغي الحاجة لقضاء ساعات طويلة في تصفح نتائج البحث العادية عبر محرك “جوجل”.

لجأ الصحفي التقني، توماس ريكر، إلى المساعد الشخصي بالذكاء الاصطناعي “جيميناي” خلال رحلته مع زوجته، وذلك بحثًا عن قرية ساحرة ومتميزة في كرواتيا، وذكر أن البرنامج كشف له عن “قرية من عالم خيالي” يشار إليها غالبًا باسم “بليتفيتش الصغيرة”.

تمتعت هذه القرية الكرواتية بمناظر طبيعية خلابة، وبين ريكر أن إجابات “جيميناي” كانت سريعة ودقيقة وموجزة، مما وفر عليه الكثير من الوقت الذي كان سيقضيه في البحث العادي عبر محركات البحث التقليدية.

أضاف ريكر أنه قرر بعد مرور عدة أيام من رحلته في إيطاليا أن يستعين مرة أخرى بخدمات الذكاء الاصطناعي المبتكرة، فسأل هذه المرة “تشات جي بي تي” عما إذا كانت هناك قرية سياحية ساحرة قريبة من موقعه، وتسمح له بركن سيارته الكبيرة التي يبلغ طولها ستة أمتار.

أرشده التطبيق إلى قرية “بريسيغيلا الإيطالية”، وهي قرية جبلية جميلة تعود إلى العصور الوسطى، وغالبًا ما تُصنف ضمن أجمل القرى في إيطاليا، كما قدم له التطبيق تفاصيل دقيقة حول المدة التي سيستغرقها للوصول إليها في حال سيره على الأقدام.

وصف “ريكر” قرية بريسيغيلا الإيطالية بأنها ربما تكون أجمل قرية رآها في أوروبا خلال رحلته، مؤكداً أن ركن السيارة كان سهلاً ومناسبًا تمامًا كما وصفه له الذكاء الاصطناعي، وفي المقابل، أشار إلى أن البحث التقليدي في محرك “جوجل” لم يسفر عن نتائج جيدة أو مفيدة بهذا الوضوح والدقة.

لفت ريكر إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي كرفيق للسفر قد لا يخلو من بعض التحديات الجوهرية، مشيرًا إلى أن أبرزها هو حاجة الذكاء الاصطناعي المستمرة لتغذيته بالمعلومات والمعارف البشرية المنشورة.

أوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع تقديم معلومات دقيقة حول موضوع ما، إلا إذا كان البشر قد نشروا عنه مسبقًا على شبكة الإنترنت، وهذا يثير تساؤلًا حول مستقبل المحتوى السياحي على الإنترنت.

يُشير إلى أنه في حال استمرار الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحصول على اقتراحات الوجهات السياحية وخيارات السفر، فلن تكون هناك حاجة لزيارة مواقع ومدونات السفر التقليدية بشكل مباشر، ونتيجة لذلك، ستتلاشى هذه المواقع التي تعتمد بشكل كبير على زيارات البحث والنقرات.

يُتوقع أن يدفع هذا الواقع الجديد الكثير من الكاتبين في هذه المواقع والمدونات إلى التوقف عن نشر محتوى السفر المفيد، مما يثير تساؤلات حاسمة حول ما ستجمعه نماذج الذكاء الاصطناعي للحفاظ على أهميتها وكيف سيتم تغذيتها بالمعلومات الجديدة مستقبلاً.

تابع “ريكر” أن التحدي الآخر الذي يواجه المسافرين هو الثقة الكاملة في المعلومات المقدمة من الذكاء الاصطناعي، فبالرغم من أن نتائجه كانت موثوقة للغاية حتى الآن، إلا أن هناك قصصًا متداولة عن مسافرين تقطعت بهم السبل بعد فشلهم في التحقق من دقة المعلومات الآلية.

أكد أنه لهذا السبب تحديداً، ما زال يقارن الاقتراحات المُولّدة آليًا من الذكاء الاصطناعي بخرائط جوجل للتحقق والتأكد من صحتها، وأشار إلى أن تطبيقي “جيمناي” و”تشات جي بي تي” أثبتا فائدتهما الكبيرة في إيجاد مسارات ووجهات خالية من المطر والثلج، مما يسهل التخطيط.

أوضح ريكر أنه يمكن اللجوء إليهما في التخطيط للرحلات المعقدة في وقت أقل بكثير، ولا يتفوق أي منهما على الآخر بشكل كبير في الجودة، لكنهما يتفوقان معًا وبشكل واضح على نتائج بحث جوجل العادية أو تصفح مواقع السفر.

ختم حديثه بالتأكيد على أن أدوات الذكاء الاصطناعي جعلت تجربة السفر أكثر استمتاعاً وسرعة ودون عناء يذكر، متسائلاً بعمق عما إذا كان هذا النجاح سيدوم إذا لم يتبق أحد من البشر ليُغذّي الذكاء الاصطناعي بالمعلومات الجديدة والخبرات الحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى