ألبانيا تسجل طفرة سياحية وتستقطب ملايين الزوار سنويا

شهدت ألبانيا خلال يونيو 2025 نموا غير مسبوق في قطاع السياحة، حيث ارتفع عدد الزوار بنسبة 37.2 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وفقا لتقرير صادر عن موقع TourismReview، ويتوقع أن يصل عدد السياح بنهاية العام إلى 14 مليون زائر، ما يعكس تحول البلاد إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في أوروبا خلال العطلات الصيفية، بفضل أسعارها المناسبة وطبيعتها المتنوعة وتاريخها العريق.
وتتميز ألبانيا بتنوع جغرافي يتيح للسائح الاستمتاع بتجارب مختلفة، حيث تقدم القرى الجبلية مثل ثيث ملاذا لعشاق المشي والتأمل وسط جبال الألب الألبانية، إذ تحيط بالمنطقة قمم شاهقة ووديان خضراء تمنح الزائر إحساسا بالهدوء والانسجام مع الطبيعة.
بينما تحتفظ المدن التاريخية مثل جيروكاسترا بمكانتها كوجهة ثقافية مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو بفضل طابعها المعماري الفريد المعروف باسم مدينة الحجر، والذي يظهر في الأسواق القديمة وقلعتها التاريخية.
أما مدينة كورتشا فهي تحمل إرثا تاريخيا بارزا يعود إلى القرن الثالث عشر، وتتميز بشوارعها المرصوفة ومبانيها ذات الطابع العثماني، ما يجعلها محطة أساسية لعشاق التاريخ، في حين تجذب المدن الساحلية مثل ديرمي وساراندا الباحثين عن عطلة بحرية، حيث الشواطئ الخلابة والمياه الصافية التي تميز السواحل الألبانية على البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني.
ويعود سر هذا التنوع إلى الموقع الاستراتيجي لألبانيا في قلب منطقة البلقان بجنوب شرق أوروبا، إذ شكلت عبر العصور نقطة التقاء بين الشرق والغرب، وحدودها مع الجبل الأسود وكوسوفا ومقدونيا الشمالية واليونان عززت من تواصلها الإقليمي، بينما منحتها سواحلها الممتدة على الأدرياتيكي والأيوني منفذا بحريا مهما ساعد في تفاعلها التجاري والثقافي مع حضارات البحر الأبيض المتوسط.
هذا التنوع الجغرافي والثقافي، إلى جانب تكاليف المعيشة المنخفضة مقارنة بوجهات أوروبية أخرى، جعل ألبانيا وجهة مفضلة للزوار الأوروبيين والعالميين، حيث يجتمع فيها جمال الطبيعة مع غنى التراث، ما يتيح للسائح الاستمتاع بمزيج متكامل من التجارب التاريخية والثقافية والبيئية.
كما تشير التوقعات إلى أن استمرار النمو في هذا القطاع سيعزز مكانة ألبانيا على خريطة السياحة العالمية، خاصة في ظل زيادة الاهتمام بالوجهات الجديدة الأقل ازدحاما، حيث توفر البلاد فرصا متنوعة للاستثمار السياحي، إضافة إلى قدرتها على استقطاب الفئات المختلفة من السياح سواء الباحثين عن الراحة والاستجمام أو المهتمين بالمغامرات الجبلية والتاريخ.
المصدر: القبس





