الأهرامات تستقبل زوارها بخدمات جديدة تعزز التجربة السياحية
شهدت منطقة الأهرامات في الجيزة انطلاق التشغيل التجريبي لخطة تطوير شاملة في 8 أبريل 2025، بالتزامن مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو المقبل.
المشروع، الذي بدأ العمل عليه منذ عام 2016 بعد توقف طويل، يهدف إلى تحسين البنية التحتية، وتقديم خدمات متكاملة تجعل زيارة الأهرامات أكثر سهولة وتنظيماً، مع الحفاظ على الطابع التاريخي للموقع.
التطوير جاء بعد سنوات من معاناة المنطقة من الازدحام والعشوائية، خاصة في محيط نزلة السمان، حيث كانت حركة المرور غير منظمة، والخدمات السياحية محدودة.
الحكومة المصرية خصصت نحو 400 مليون جنيه لإعادة تنظيم هذه المنطقة، وتعويض مئات السكان، لتصبح مؤهلة لاستقبال أعداد أكبر من الزوار دون الإضرار بسكانها أو إرثها التاريخي.
من أبرز التغييرات، إغلاق المدخل التقليدي للأهرامات في نزلة السمان، واستبداله بمدخل جديد من طريق الفيوم السياحي، مع إنشاء موقف سيارات ضخم للحافلات والسيارات الخاصة، الهدف من هذا الإجراء هو تقليل التكدس المروري وتحسين تدفق الحركة السياحية داخل الموقع.
كما تم تدشين مركز حديث للزوار باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار جنيه، يضم صالات عرض سينمائية تقدم أفلاماً تعريفية بتاريخ الأهرامات، إضافة إلى مجسمات توضح تفاصيل المنطقة الأثرية، يعتمد الشرح على عرض قصير مدته خمس دقائق، بصوت الممثل العالمي كيفين كوستنر، قبل بدء جولة الزائرين في الموقع.
الخطة تضمنت أيضاً إدخال الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة، التي تنطلق من مركز الزوار مروراً بمحطات بانوراما والمواقع الأثرية الرئيسية، وصولاً إلى أبو الهول، هذه المنظومة تهدف إلى خفض الانبعاثات وتقليل التلوث، مع توفير تجربة أكثر راحة للزائر.
أما تنظيم حركة الخيول والجمال، فجاء عبر تخصيص مسارات محددة ومحطات خاصة بالخيّالة والجمّالة، لمنع الفوضى وضمان سلامة الزوار، كما تم طرح خيارات شراء التذاكر عبر الإنترنت، أو من شبابيك تقليدية، مع تخصيص ممرات خاصة لذوي الهمم.
المشروع شمل أعمال صيانة وترميم لهرمين، مع إغلاق الهرم الثالث مؤقتاً لإجراء عمليات ترميم شاملة، النهج نفسه طُبق على المقابر الأثرية، لضمان الحفاظ على الموقع ورفع جودة تجربة الزيارة.
ورغم النجاح الكبير في أول أيام التشغيل، حيث سجلت المنطقة 13,800 زائر، إلا أن تغييرات مفاجئة على المسارات المعتمدة استجابة لضغوط بعض أصحاب الدواب تسببت في تعطيل جزئي للحافلات الكهربائية، ووقوع احتجاجات من قبل بعض العاملين في السياحة التقليدية.
هذه الخطة تمثل خطوة كبيرة نحو تحويل الأهرامات إلى وجهة سياحية منظمة وعصرية، مع الحفاظ على قيمتها التاريخية، وتوفير تجربة تناسب المعايير العالمية في السياحة.
