وجهات سياحية

رحلة ساحرة لاكتشاف كنوز داغستان الجبلية

تُدهشك داغستان، الجمهورية الواقعة في جنوب روسيا، بمناظرها الطبيعية الخلابة وتنوعها الثقافي الغني، حيث تنفتح أمام الزائرين على عوالم ساحرة من الشلالات المتجمدة، والقرى الأثرية، والبحيرات الفيروزية التي تسكن قلب الجبال.

تشتهر هذه المنطقة الجبلية بكونها واحدة من أكثر الوجهات السياحية إثارة لعشاق الطبيعة والتاريخ على حد سواء، وتقدم باقة متنوعة من التجارب التي تجمع بين المغامرة والجمال الهادئ.

تبدأ الرحلة من وادي سولاك، أحد أعمق الأودية في أوروبا، حيث ينساب نهر سولاك الفيروزي وسط تضاريس درامية يصل عمقها إلى 2000 متر، يمكنك استكشاف الوادي عبر جولات القوارب أو التنقل بين منصات المراقبة التي تكشف عن مناظر بانورامية ساحرة.

كما تُعتبر قرية دوبكي المجاورة نقطة انطلاق مثالية للرحلات، ولا تكتمل التجربة دون زيارة محطة تشيركي الكهرمائية التي تضيف طابعاً هادئاً ومريحاً للرحلة.

تتواصل المغامرة في قلب كثيب ساريكوم، ذلك التكوين الرملي العملاق الذي يُشبه قطعة من صحراء الصحراء الكبرى استقرت عند سفوح الجبال، يمتد هذا الجبل الرملي على مساحة 600 هكتار، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 260 متراً، ويعود تاريخه إلى أكثر من خمسة آلاف عام.

يتيح الكثيب لزواره فرصة فريدة للتجول على الجسور والمسارات المهيأة، والاستمتاع بالمبيت في بيوت ضيافة داخل محمية داغستانسكي، حيث تُحكى الأساطير المحلية وسط صمت الصحراء.

وعند الوصول إلى قرية خونزاخ، يستقبلك شلال توبوت الرائع، الذي يتدفق من جرف صخري بارتفاع يزيد على 70 متراً. يُعد هذا الشلال من أعلى الشلالات في روسيا، ويتحول شتاءً إلى لوحة جليدية مدهشة، يفضل زيارته في فصلي الربيع أو الشتاء للاستمتاع بأقصى درجات الجمال الطبيعي.

أما دربند، فتأخذك إلى قلب التاريخ الروسي، بوصفها أقدم مدينة في البلاد، حيث يعود تاريخها لأكثر من ألفي عام، تعكس شوارعها القديمة وقلعتها الشهيرة “نارين-كالا” روح الحضارات المتعاقبة، كما تحتضن أقدم مسجد في روسيا، مما يمنح الزائر شعوراً بالتجوال في صفحات من التاريخ الحي.

ولا يمكن تجاهل قرية غور الجبلية التي تقع في أعالي جبال داغستان، والتي تتميز بصخورها المتدلية وأبراجها الدفاعية العتيقة، تُشبه إحدى صخورها الشهيرة صخرة “ترولتونغا” النرويجية، ما يجعل منها وجهة محببة للمصورين والمغامرين على حد سواء.

تنتهي الرحلة عند بحيرة كيزيونوي-آم، ذات المياه الفيروزية التي تحيط بها المروج المزهرة، وتتحول إلى مشهد سريالي في فصلي الربيع والصيف.

ورغم عدم السماح بالسباحة فيها، إلا أن تأمل انعكاس الجبال على سطحها الزجاجي يضفي سكينة لا تُنسى. يمكن للزوار الإقامة في بلدة شيشانيا المجاورة لقضاء ليلة هادئة قريبة من هذا الجمال الطبيعي.

داغستان وجهة لا تزال مجهولة بالنسبة للكثيرين، لكنها تمنح زائريها تجربة مبهرة تجمع بين الطبيعة الآسرة والعمق الثقافي والتاريخي، لتبقى محفورة في الذاكرة كإحدى أجمل محطات السفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى