السياحة في الخليج تسجل 68 مليون زائر خلال 2023 بنمو 42.8%
أظهرت بيانات حديثة صادرة عن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن قطاع السياحة في دول المجلس شهد نموًا ملحوظًا خلال عام 2023، حيث بلغ عدد السياح الدوليين الذين زاروا المنطقة 68.1 مليون سائح، مسجلًا زيادة بنسبة 42.8% مقارنة بعام 2019.
وجاءت هذه الأرقام ضمن نشرة «السفر والسياحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، والتي أكدت أن دول الخليج تمكنت من تحقيق 52.9% من الهدف الاستراتيجي الأول للاستراتيجية السياحية المشتركة 2023-2030، التي تهدف إلى رفع عدد السياح الوافدين تدريجيًا ليصل إلى 128.7 مليون زائر بحلول نهاية العقد الجاري.
وعلى مستوى العائدات، شهدت السياحة الدولية في دول مجلس التعاون ارتفاعًا في الإيرادات بنسبة 28.2% مقارنة بعام 2019، حيث بلغت عائداتها 110.4 مليارات دولار في نهاية 2023، مما يعادل 58.7% من الهدف الاستراتيجي الثاني، الذي يسعى إلى زيادة إنفاق السياح الدوليين ليصل إلى 188 مليار دولار خلال السنوات القادمة.
كما كشفت البيانات عن ارتفاع معدل السياحة البينية بين دول الخليج، حيث شكّل الزوار من داخل دول المجلس 26.9% من إجمالي السياح الدوليين، مسجلين نموًا بنسبة 44.2% مقارنة بعام 2019، ويعكس هذا الارتفاع المتزايد مدى تكامل القطاع السياحي بين دول المجلس، واستمرار الجهود لتعزيز السياحة الإقليمية عبر تسهيلات التأشيرات والاستثمارات في البنية التحتية والمرافق السياحية المشتركة.
وفيما يتعلق بالعمالة في قطاع السياحة، بلغ إجمالي عدد العاملين في هذا القطاع الحيوي نحو 1.5 مليون موظف بحلول نهاية عام 2023، ما يعكس النمو المستدام للقطاع وأثره في توفير فرص العمل.
وشكّلت النساء نسبة 12.4% من إجمالي العاملين، مما يشير إلى التقدم في تمكين المرأة في قطاع الضيافة والسياحة، بما يتماشى مع السياسات التنموية التي تتبناها دول المجلس لتعزيز مشاركة المرأة في مختلف القطاعات الاقتصادية.
ويعزى هذا النمو المتسارع إلى استراتيجيات التنمية السياحية التي تبنتها دول الخليج، والتي شملت التوسع في مشاريع البنية التحتية السياحية، واستضافة الفعاليات الرياضية والثقافية العالمية، وتطوير أنماط سياحية جديدة، مثل السياحة البيئية والترفيهية وسياحة الأعمال.
كما لعبت الاستثمارات في القطاع الفندقي وتطوير الوجهات السياحية الجديدة دورًا محوريًا في جذب المزيد من السياح الدوليين وتعزيز القدرة التنافسية لدول الخليج على خارطة السياحة العالمية.
ومع استمرار تحقيق الأهداف المرحلية للاستراتيجية السياحية المشتركة، تتجه دول مجلس التعاون إلى ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية رئيسية على المستوى الدولي، مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز، وتنوعها الثقافي، والتطور المستمر في الخدمات السياحية.
ويُتوقع أن يشهد القطاع نموًا إضافيًا خلال السنوات المقبلة، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الخليجي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.