-- سلايدر --وجهات سياحية

“قلعة خِصلف”.. شاهد على صمود وتضحية أبناء العُلا في مقاومة العثمانيين

في عمق تاريخ العلا، توجد قلعة “خِصلف” التاريخية التي تُمثل رمزًا بارزًا لمقاومة أبناء العلا للعثمانيين، وتعد إحدى الشواهد على شجاعة السكان المحليين وتضحياتهم من أجل الحفاظ على كرامتهم وأرضهم.

تقع القلعة في قرية ثِربَه، إحدى قرى العلا، وتتمتع بموقع استراتيجي هام على سكة القطار التي كانت تستخدمها القوات العثمانية في نقل الإمدادات العسكرية، مما جعلها نقطة محورية في مقاومة العلا.

موقع استراتيجي وشجاعة استثنائية

من خلال زيارة قام بها فريق “أخبار 24” إلى قلعة “خِصلف”، تم تسليط الضوء على الدور الذي لعبته القلعة في مقاومة العثمانيين خلال فترة من أصعب مراحل تاريخ المنطقة.

وبمجرد الوصول إلى القلعة، تُلاحظ آثار تلك الحقبة الصعبة التي عاشها أبناء العلا، حيث لا تزال الجدران المظلمة للقلعة شاهدة على أحداث القتال والتصدي العنيف للاحتلال العثماني.

في مقابلة حصرية مع منيف الميهوبي، أحد أبناء العلا المتخصصين في تاريخ المنطقة، أضاف: “منذ دخول العثمانيين إلى العلا، لم يتوقف أبناء القبائل عن المقاومة، وكانوا يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب في قلعة خصلف، التي كانت تستخدم كمركز للاحتجاز والتعذيب، وكان أي شخص يدخلها يُعتبر مفقودًا، والهروب منها كان يُعتبر معجزة.”

تكتيكات مبتكرة في مواجهة العدو

وذكر الميهوبي كيف أن أبناء العلا ابتكروا العديد من الطرق الإبداعية للتصدي للعدو، أبرزها استخدام جلود الإبل والشحم المذاب لتفكيك سكة الحديد، ما أعاق حركة القطارات العثمانية.

كما تعرضت مصادر المياه في المنطقة لهجوم من قبل القوات العثمانية التي قامت بردم العيون والآبار في محاولة لقتل المقاومين بالعطش. ورغم هذه المحاولات، لم يتوان أبناء العلا عن مواصلة مقاومتهم للعدو بكل ما أوتوا من قوة.

قلعة “خِصلف”.. رمزية لمقاومة الاحتلال

تُعد قلعة “خِصلف” أكثر من مجرد موقع تاريخي، فهي تمثل رمزًا للعزيمة والإرادة التي تحلى بها أبناء العلا في مواجهة الاحتلال العثماني، ما تزال القلعة تحتفظ بشواهد عديدة من تلك الفترة العصيبة، ما يجعلها مكانًا مثيرًا للاهتمام للمؤرخين والزوّار على حد سواء. كما تمثل القلعة جزءًا أساسيًا من تاريخ العلا الذي يعكس الروح الوطنية والصمود أمام المعتدين.

الذاكرة الحية للمقاومة

من داخل القلعة، يمكن للزوار استشعار القسوة التي عايشها السكان المحليون، وكيف أنهم نجحوا في صمودهم ضد القوى الغازية، وقد أكد الميهوبي في حديثه: “إن هذه القلعة وما حدث داخلها هو جزء من تاريخنا الذي يجب أن يُحفظ للأجيال القادمة، ليتعرفوا على تضحيات آبائهم وأجدادهم في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم.”

قصة لا تزال تتردد عبر الأجيال

لا تزال قصة المقاومة البطولية في قلعة “خِصلف” تتردد في الأذهان، وتعتبر واحدة من القصص الملهمة التي تمثل جزءًا حيويًا من تاريخ العلا، إنها قصة الصمود والتضحية التي تُمثل دروسًا في الوطنية والتمسك بالكرامة، وتشكل جزءًا من الذاكرة الجماعية التي يجب أن تظل حية في الأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى