وجهات سياحية

وجهة طبيعية رائدة تُعزز سياحة الشتاء في المدينة المنورة.. تعرف عليها

يمثل منتزه المدينة الوطني حاضنة طبيعية مميزة ومقصدًا بارزًا لكل من أهالي المدينة المنورة وزوارها القادمين إليها، بما يوفره من بيئة مفتوحة واسعة ومساحات خضراء شاسعة تجذب الزوار طوال الموسم الشتوي البارد، حيث تتناغم فيه الطبيعة البكر مع مجموعة متكاملة من الأنشطة والخدمات الترفيهية التي تلائم مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، ليكون متنفسًا فريدًا، ويقع المنتزه في شمال المدينة المنورة على طريق المدينة-تبوك، بجوار المؤسسة العامة للحبوب، ويبعد حوالي 17 كيلومترًا عن مركز المدينة النابض بالحياة، ممتدًا على مساحة إجمالية تقارب 2698 دنمًا.

تكون المنتزه من جزء جنوبي واسع يغطي مساحة 1500 دنم وجزء شمالي تبلغ مساحته 1198 دنمًا، وشهد الجزء الجنوبي من المنتزه تنفيذ مشاريع تطويرية متعددة وهادفة، أسهمت في رفع مستوى جاهزيته وقدرته على استقبال الأعداد المتزايدة من الزوار بكل يسر وسهولة، وقد شملت هذه المشاريع تسييج الموقع بالكامل لضمان الأمان، بالإضافة إلى إنشاء مبنى إداري مخصص لخدمة الزوار بشكل فعال، ومجمعات حديثة لدورات المياه.

شملت أعمال التطوير أيضًا تسوية وتهيئة الأراضي على نطاق واسع، وإقامة جلسات استراحة مريحة يبلغ عددها 152 جلسة، بالإضافة إلى إيصال خدمات الكهرباء الأساسية للموقع، وجرى تشجير المنطقة بشكل مكثف بأكثر من مئة ألف شتلة من أشجار السدر والبان البلدي والقرض والشث والسمر المحلية، وهي أشجار تتلاءم مع بيئة المنطقة، علاوة على تنفيذ شبكة ري متكاملة ومستدامة لضمان نمو هذه المزروعات، وإنشاء مشاتل قادرة على إنتاج ما يصل إلى 800 ألف شتلة سنويًا.

أُنجزت أيضًا أعمال زفلتة الطرق الرئيسية داخل المنتزه لتسهيل حركة المركبات والزوار، كما شملت إنشاء خزانات ضخمة لري المزروعات، ومد خط لنقل مياه الصرف الصحي المعالجة بطول 2500 متر لاستغلال الموارد المائية المتجددة، وضمن أعمال التطوير المنجزة، أُنشئ مبنى استقبال بمساحة 300 متر مربع وصالة واسعة للطعام بمساحة 150 مترًا مربعًا، لخدمة الفعاليات والمبادرات التي تستضيفها المنطقة.

نفذت الإدارة أيضًا مجرى للوادي بطول يقارب كيلومترين وبعرض 30 مترًا، تعزيزًا لسلامة المتنزهين من مخاطر السيول المحتملة، بالإضافة إلى إنشاء سور من الجهة الشمالية للمنتزه وبوابات مخصصة ومصممة لدخول الزوار، وجرى تمكين 45 مستثمرًا متخصصًا في مجال المخيمات والفعاليات من الاستفادة من الموقع، كما تم طرح الموقع بالكامل كفرصة استثمارية واعدة لتطويره بشكل شامل ومتكامل، فضلًا عن تمكين عدد من النحالين للاستفادة من أزهار الأشجار في إنتاج العسل الفاخر داخل المنتزه.

شهد الجزء الشمالي من المنتزه كذلك تنفيذ مشروع تسييج بطول خمسة آلاف متر لحماية المنطقة، وتم تشجيره بخمسين ألف شتلة متنوعة من الأشجار المحلية التي تشمل السدر والأثل والقرض والسمر والسيال واليسر البلدي والطرفة والطلح، وتتم الاستفادة القصوى من المياه المتجددة في ري المزروعات في كامل مساحة الموقع، مما يعكس الالتزام بالاستدامة البيئية، لضمان استمرار خضرة المنطقة.

يواصل منتزه المدينة الوطني استقطاب الزوار بأعداد متزايدة خلال فصل الشتاء المعتدل، عبر ما يوفره من بيئة طبيعية نابضة بالحيوية والإشراق، ومساحات مفتوحة تلائم الجلسات العائلية الهادئة والفعاليات المنظمة، وتقدم هذه التجارب الموسمية المبتكرة تجربة ترفيهية فريدة، مما يسهم بشكل مباشر في رفع مستوى رضا السكان المحليين وزيادة الخيارات الترفيهية المتاحة لهم، بما ينسجم تمامًا مع مستهدفات برنامج جودة الحياة الطموح للمملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى