صحة و جمال

دراسة تكشف تأثير الاستخدام المفرط للهواتف على دماغ الشاب

حذرت دراسة أسترالية حديثة من المخاطر الصحية الناتجة عن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، خاصة لدى المراهقين والشباب، حيث أظهرت النتائج وجود تأثيرات سلبية واضحة على صحة الدماغ، بما في ذلك تراجع القدرة على معالجة المعلومات، وتدهور الذاكرة، وانخفاض مستوى الانتباه، ما يعكس الحاجة الملحة لتعزيز الوعي بمخاطر الإدمان الرقمي على الفئات الشابة.

أجرى الباحثون في مؤسسة “ديمينشيا أستراليا” دراسة شاملة شملت 6500 مراهق على مدى عامين، حيث تم قياس القدرات العقلية ووظائف الدماغ باستخدام اختبارات علمية دقيقة، وأسفرت النتائج عن تغيّر ملحوظ في أداء الذاكرة والانتباه لدى المستخدمين المستمرين للهواتف، مع ملاحظة ضعف في القدرة على تذكر المهام اليومية وزيادة احتمالية النسيان، وهو ما يشير إلى تأثير مباشر على الأداء المعرفي العام.

أوضح البروفيسور مارك ويليامز، أخصائي علم الأعصاب المشرف على الدراسة، أن الاعتماد المطول على شاشات الهواتف الذكية يقلل قدرة الدماغ على معالجة المعلومات بشكل فعّال، كما يعرقل الانتباه ويؤثر سلباً على الوظائف المعرفية الأساسية، مؤكداً أن هذه النتائج تشير إلى ضرورة تنظيم أوقات استخدام الهواتف وتطبيق استراتيجيات تحافظ على صحة الدماغ بين المراهقين والشباب.

وأكدت الأخصائية النفسية الإكلينيكية دانييل آينشتاين أن الدراسة أبرزت أثر وسائل التواصل الاجتماعي على تدهور الصحة المعرفية، إذ لوحظ تراجع غير مسبوق في الأداء العقلي والذاكرة نتيجة الاستخدام المتكرر للهواتف، ما يضع تحديات جديدة أمام أولياء الأمور والمعلمين والمختصين للتعامل مع تأثير التقنية الرقمية على العقول الناشئة، وتعزيز السلوكيات الصحية في استخدام الأجهزة الذكية.

دعت الدراسة إلى ضرورة مواصلة البحث العلمي لفهم تأثير التكنولوجيا على الدماغ، وتقديم توصيات عملية لتقليل المخاطر، بما في ذلك فترات استراحة منتظمة عن الشاشات، وتحديد أوقات الاستخدام، وتعليم المراهقين مهارات التركيز وتنظيم الانتباه، وهو ما يمكن أن يخفف من آثار الإدمان الرقمي، ويحافظ على الصحة العقلية والمعرفية، ويضمن تطوير القدرات الذهنية للجيل الجديد ضمن بيئة رقمية متزايدة التعقيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى