منوعات وترفيه

“ترحال” مسرح سعودي يحيي التراث بتقنيات معاصرة جذابة

قدّم العرض المسرحي “ترحال” تجربة فريدة تجمع بين التراث السعودي والتقنيات الحديثة، حيث أعاد رسم ملامح الهوية الثقافية عبر مشاهد بصرية وصوتية غامرة، تجاوزت حدود المسرح لتصل إلى وجدان الجمهور، واستُخدمت المؤثرات الرقمية والإضاءة المتزامنة لتعزيز التفاعل بين الأداء الفني والجمهور، ما منح كل مشهد أبعادًا جديدة، وجعل التجربة أكثر حيوية وجاذبية لجميع الحضور.

انطلقت العروض في قاعة ميادين الدرعية وسط أجواء ممتلئة بأصوات الماضي من صهيل الخيل وأهازيج الغوص والأغاني الشعبية، التي تداخلت مع الإيقاعات الرقمية والمؤثرات الصوتية الحديثة، لتجسد مشاهد غنية بالإحساس التاريخي، مع التركيز على دمج الثقافة التقليدية مع أدوات المسرح المعاصر، مما أتاح للجمهور تجربة فريدة تربط بين الماضي والحاضر بطريقة تفاعلية ومبتكرة.

تركز أحداث “ترحال” حول شخصية رئيسية تُدعى “سعد”، تقود الجمهور في رحلة رمزية عبر الزمان والمكان، مع 17 لوحة ثلاثية الأبعاد تعرض تفاصيل التراث السعودي، وتسلط الضوء على البيئة المحلية من رمال الصحراء إلى أمواج البحر، كما أضفت الإضاءة والمؤثرات الصوتية أبعادًا حية على العروض الاستعراضية والبهلوانية، ليصبح الجمهور جزءًا من الحدث وليس مجرد متلقي، مع تعزيز شعور الانغماس الكامل في المشاهد المسرحية.

حظي مشهد الطهي الشعبي بتفاعل كبير، حيث قدم الطعام كأداء حي، وامتزجت فنون الطهي مع المسرح في تجربة حية نالت إعجاب الجمهور، كما لفتت الأنظار مشاهد الحِرَف اليدوية التي حولت خامات بسيطة كالنخيل والنحاس إلى منتجات تقليدية، وسط معالجة بصرية وصوتية دقيقة، لتظهر القدرة على توظيف التراث بطرق معاصرة تواكب روح العصر وتخاطب مختلف الفئات العمرية والثقافية.

يعكس “ترحال” الرؤية الثقافية السعودية الحديثة التي تعتبر الماضي مادة أصيلة للبناء عليها في الحاضر والمستقبل، كما يعزز جهود وزارة الثقافة في دعم الإنتاج الفني المحلي، ويبرهن على قدرة المسرح السعودي على المنافسة عالميًا من خلال استخدام التكنولوجيا في خدمة الهوية الثقافية، ما يجعل العرض مثالًا حيًا على دمج الإبداع الفني بالتراث التقليدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى