عائشة المشوي تكتب: السياحة كأداة لتحقيق التنمية المستدامة
التنمية المستدامة هي شكل من أشكال التنمية المخططة التي تسعى إلى إشباع رغبات واحتياجات الأجيال الحالية بما لا يتعارض مع الحفاظ على حقوق الأجيال المستقبلية.
ووفقا لأجندة الأمم المتحدة لعام 2030، فإن هناك العديد من الأهداف للتنمية المستدامة التي من أبرزها: تقليل الفقر، وتعزيز الصحة والتعليم، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتوفير المياه النظيفة، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، ومكافحة تغير المناخ، وحماية البيئة والتنوع البيولوجي، وتعزيز السلام والعدالة، والعمل على شراكات عالمية لتحقيق هذه الأهداف.
تعتبر صناعة السياحة أحد أهم ركائز تحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فهي ليست مجرد وسيلة للاستجمام واكتشاف الأماكن الجديدة، بل هي وسيلة لتعزيز النمو الاقتصادي والحفاظ على الثقافة والعادات والتقاليد المحلية، والمساهمة في حماية البيئة.
من الناحية الاقتصادية، توفر السياحة فرص عمل متنوعة في مختلف القطاعات مثل الفنادق، والمطاعم، والنقل، والحرف اليدوية، مما يقلل من معدلات البطالة ويزيد من الإيرادات النقدية للدول السياحية، وهو ما يعزز من قدرتها على استثمار تلك الإيرادات في مشاريع التنمية المستدامة.
من جهة أخرى، تعزز السياحة من الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة. فالمواقع الطبيعية الخلابة والمناطق البيئية تعتبر من أهم مقومات الجذب السياحي، وهو ما يحتم على الحكومات والجهات المعنية ضرورة العمل على الحفاظ على هذه الموارد الطبيعية والحيوية، وإدارة الموارد البيئية بشكل أفضل وتقليل التلوث البيئي.
بالإضافة إلى ذلك، تسهم السياحة في تعزيز التفاهم الثقافي والاجتماعي بين الثقافات المختلفة، حيث يتعرف السائحون على تقاليد وعادات الشعوب المحلية، مما يعزز من تبادل المعرفة والتفاهم بين الثقافات، وهذا بدوره يحد من التوترات ويسهم في تعزيز السلم والاستقرار على الصعيد العالمي.
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في مجال السعي لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات الحياتية وبصفة خاصة مجال السياحة باعتبارها دولة سياحية من الطراز الأول، ووجهة سياحية على خارطة السياحة العالمية، لما تتمتع به من مقومات سياحية وفي مقدمتها الأمن والاستقرار والموقع الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية، بالإضافة إلى انتهاج الدولة نهجا متميزا يرتكز على قواعد ثابتة ومبادئ وأسس واضحة قوامها التسامح والاحترام المتبادل وحسن الجوار.
وتقديرًا لدور دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التنمية المستدامة، فقد نجحت في استضافة مؤتمر قمة المناخ كوب 28 (COP 28) والمقرر انعقاده في نوفمبر 2023 بمشاركة قادة وزعماء العالم، وستكون السياحة أحد المحاور المهمة التي ستتناولها هذه القمة.