لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: السياحة القروية تعيد رسم أدوار النساء العربيات

أكدت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن المرأة الريفية العربية أصبحت اليوم شريكًا محوريًا في تنمية السياحة المجتمعية، وفاعلاً حقيقيًا في إعادة تعريف مفهوم الضيافة والتراث من خلال أدوارها الجديدة في بيوت الضيافة والمشروعات اليدوية والمأكولات المحلية، مشيرة إلى أن هذه المبادرات التي بدأت متواضعة في كثير من المناطق تحوّلت إلى قصص نجاح ملهمة غيّرت مصائر العديد من النساء وأسرهن.
وشددت على أن دعم هذه النماذج وتوثيقها إعلاميًا بات واجبًا على كل من يؤمن بأهمية تمكين المجتمعات الريفية وتوسيع مشاركة المرأة في الاقتصاد السياحي.
وأوضحت محمود أن التجارب المتنوعة في عدة بلدان عربية مثل فلسطين وتونس ولبنان أظهرت كيف يمكن أن تتحوّل المرأة من دور تقليدي داخل البيت إلى صاحبة مشروع سياحي يخلق دخلاً مستدامًا، ويفتح أفقًا أوسع للتطور الشخصي والاجتماعي، ففي فلسطين، على سبيل المثال، أصبحت العديد من النساء الريفيات ركيزة أساسية لمفهوم “السياحة التضامنية”، حيث يستقبلن الزوار في بيوتهن، ويقدمن لهم الطعام الفلسطيني التقليدي، ويشاركنهم قصصهن اليومية المليئة بالكفاح والصبر، ما يمنح السياحة بعدًا إنسانيًا وثقافيًا عميقًا يتجاوز مجرد الزيارة السطحية.
وأضافت أن المشهد في تونس لا يختلف كثيرًا، إذ ساهمت مبادرات السياحة البيئية والريفية في إعادة الاعتبار للمرأة التونسية في القرى الجبلية والساحلية، من خلال إنتاج مستحضرات طبيعية، وصناعة النسيج والفخار، إلى جانب إدارة أماكن إقامة صغيرة تحاكي التراث المحلي وتعكس روح المكان.
وأشارت إلى أن هذه المشروعات ساعدت النساء على بناء استقلالية مالية، وخلقت مجتمعات صغيرة تقودها النساء، تعتمد على التعاون والموروث الشعبي، وتُسهم بشكل مباشر في تثبيت السكان في مناطقهم وتقليل الهجرة نحو المدن.
وفي لبنان، تابعت محمود، تُعد تجربة النساء في القرى الجبلية نموذجًا بارزًا للنجاح، خاصة في مجال الطهي المنزلي واستقبال السياح في بيوت الضيافة، حيث يجري تسويق المأكولات اللبنانية التقليدية باعتبارها جزءًا أصيلاً من التجربة السياحية.
وقالت إن النساء هناك قدّمن تجربة سياحية متكاملة تعكس الحياة اليومية للبنانيين، وتُبرز الطابع الحميمي للتواصل مع الزوار، ما جعلهن سفيرات غير رسميّات للثقافة المحلية.
وختمت الأمين العام تصريحها بالتأكيد على أن تمكين المرأة الريفية عبر السياحة ليس فقط مشروعًا تنموياً، بل هو عملية استثمار في الهوية والكرامة والاستقرار، وهو ما يفرض على الجهات الرسمية والخاصة والمجتمع المدني مواصلة دعم هذه المبادرات، وتوسيع نطاقها، وتقديم التسهيلات اللازمة لدمج النساء الريفيات في سلاسل القيمة السياحية، وإدماج قصصهن في الخطاب الإعلامي والسياحي العربي، باعتبارها حكايات نجاح تستحق التقدير والتكرار.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.