وجهات سياحية

5 مناطق طبيعية خلابة في إسبانيا للهروب من زحام المدن السياحية الشهيرة

تُعد إسبانيا من أكثر دول العالم استقبالاً للزوار سنوياً، إذ تسهم السياحة بشكل كبير في اقتصادها الوطني، غير أن هذا الإقبال الهائل يفرض تحديات مستمرة، أبرزها الضغوط على سوق الإسكان وارتفاع معدلات التلوث والازدحام في المدن الكبرى، ما أثار موجات احتجاجية متكررة من السكان المحليين، خاصة في مناطق الجذب السياحي التقليدية مثل برشلونة ومدريد.

ورغم هذه التحديات، لا تزال هناك وجهات إسبانية أقل شهرة لم تطلها بعد آثار السياحة المفرطة، وتقدّم للزائرين تجربة فريدة من الهدوء والتنوع الطبيعي والثقافي.

تقع منطقة لا ريوخا شمالي إسبانيا وتُعد واحدة من أقل الأقاليم استقبالاً للزوار الأجانب، حيث لم يتجاوز عدد السياح الذين أقاموا فيها عام 2024 نحو 180 ألف شخص، مقارنة بأكثر من 15 مليون زائر في برشلونة وحدها، وتتميّز لا ريوخا بطبيعتها التلالية الهادئة التي تنتشر عند سفوح جبال البرانس، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الهدوء والأنشطة الريفية مثل زيارة مزارع الكروم أو المشي وسط المناظر الخضراء المتدرجة، بعيداً عن صخب الحياة الحضرية السريعة.

ومن بين المناطق التي تحتفظ بجمالها البكر أيضاً، تبرز منطقة إكستريمادورا الواقعة في الجنوب الغربي، والتي تمتاز بتراث تاريخي غني واحتضانها لثلاثة مواقع مُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، إضافة إلى متنزه مونفراغوي الشهير الذي يُعد ملاذاً للطيور المهاجرة، كما توجد فيها محميات طبيعية نادرة مثل جيوبارك فيلوركاس-إيبوريس-هارا، وشواطئ المياه العذبة مثل شاطئ أوريلانا بلايا الذي حاز على تصنيف العلم الأزرق، وهو ما يعكس مدى نقاء بيئته وجاذبيته للزوار المهتمين بالسياحة البيئية.

وإلى الشمال من البلاد، يمتد ما يُعرف بـ«الساحل الأخضر»، وهو شريط ساحلي يطل على المحيط الأطلسي ويمتاز بمناظره الطبيعية الخلابة، حيث يمكن العثور على شواطئ نادرة التكوين، ومنحدرات صخرية ترجع إلى العصر الجوراسي، إضافة إلى خلجان مخفية وموانئ صيد تقليدية، ما يمنح الزائر شعوراً بالعزلة المريحة، خاصة لمن يفضّلون الشواطئ الهادئة بعيداً عن المنتجعات المكتظة.

وتعتبر جزيرة «إل هييرو» الواقعة في أقصى غرب أرخبيل جزر الكناري من أبرز النماذج التي تجسد مفهوم السياحة المستدامة، فبتضاريسها البركانية الفريدة وغاباتها الكثيفة، تستقطب الجزيرة الزوار الراغبين في استكشاف الحياة البرية النادرة، إذ تحتضن نحو 100 نوع متوطن من النباتات والحيوانات، وقد أدرجتها اليونسكو كمحمية طبيعية، مما يجعلها وجهة متميزة لعشاق الطبيعة والمغامرات البيئية.

أما مقاطعة طرويل في شرق إسبانيا، فهي وجهة استثنائية لعشاق الاكتشاف والمغامرات، إذ توفر لزوارها فرصة المشاركة في رحلات البحث عن الكمأ، إضافة إلى مسارات للمشي تمر بين مواقع آثار ديناصورات تعود إلى أكثر من 150 مليون عام، كما تزخر المنطقة بالشلالات والأنهار التي تُعد ملاذاً مثالياً للسباحة والاسترخاء في قلب الطبيعة البكر.

تمنح هذه الوجهات الإسبانية خيارات سياحية بديلة وأكثر استدامة، بعيداً عن ضغط المدن الشهيرة، وتقدم تجارب تجمع بين سحر الطبيعة وثراء التراث المحلي، مما يجعلها مثالية لمن يبحثون عن عطلة هادئة تلامس الجوهر الحقيقي للثقافة الإسبانية.

المصدر: القبس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى