أخبار الاتحاد

خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: مدن عربية عديدة خارج خارطة السياحة رغم سحرها

دعا خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، إلى إعادة النظر في خارطة الترويج السياحي العربي التي غالبًا ما تركز على وجهات مشهورة، بينما تُهمل مدنًا ذات طابع فريد وقيمة سياحية وثقافية لا تقل عن غيرها، لكنها لا تزال تقبع في الظل.

وأشار خليل إلى أن هناك مدنًا عربية غنية بالطبيعة والتاريخ والتراث، لم تحظ بالاهتمام الكافي من وسائل الإعلام أو الجهات الرسمية المعنية بالتسويق السياحي، ما جعلها تظل بعيدة عن أنظار ملايين السياح المحتملين.

كشف خليل في تصريحه أن مدنًا مثل صلالة في سلطنة عمان، وشنقيط في موريتانيا، وواحة سيوة في مصر، هي أمثلة حية على هذا التناقض، فهي تمتلك ما لا تملكه بعض الوجهات العالمية من سحر طبيعي وتاريخي، إلا أن غياب التسويق الحديث والبنية التحتية الكافية حال دون صعودها إلى مصاف المدن السياحية الرائدة.

وأضاف أن صلالة مثلًا، بفضل مناخها الاستثنائي خلال موسم الخريف، تتحول إلى لوحة خضراء قلّ نظيرها في المنطقة، لكنها لم تستثمر بعد بشكل احترافي في خدمات الزوار أو الحملات الترويجية العالمية.

أما مدينة شنقيط، المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي، فقد وصفها خليل بأنها “أيقونة الثقافة الصحراوية”، بما تحمله من مكتبات مخطوطات، ومساجد أثرية، ومبانٍ طينية ذات طراز عمراني فريد، ورغم مكانتها الروحية والتاريخية، إلا أنها لا تحظى بوجود كافٍ على محركات البحث أو المنصات السياحية، في وقت أصبحت فيه السياحة المعاصرة تعتمد بشكل كبير على الحضور الرقمي والتسويق الذكي.

وفي السياق ذاته، أشار إلى أن واحة سيوة في مصر تُعد إحدى أجمل الواحات الصحراوية في العالم، لما تتميز به من عيون مياه كبريتية، وبيئة نقية، وثقافة أمازيغية أصيلة، ومع ذلك، لا تزال تعاني من ضعف البنية التحتية مثل الطرق ووسائل النقل، فضلًا عن نقص الفنادق الصديقة للبيئة التي تلبي طموح الزوار الباحثين عن تجارب استثنائية.

وأكد خليل أن الحل لا يكمن فقط في إنفاق الأموال على الحملات، بل يتطلب إرادة سياسية، ورؤية تطويرية طويلة المدى، وتعاونًا إقليميًا مشتركًا لوضع هذه المدن على خارطة السياحة العربية والدولية.

وشدد خليل على أهمية دور الإعلام السياحي في إعادة رسم صورة هذه المدن، من خلال إنتاج محتوى أصيل ومؤثر، يُبرز كنوزها المجهولة بأسلوب إنساني وحيوي، كما دعا إلى تشجيع روّاد المحتوى وصنّاع الفيديوهات للقيام بجولات ميدانية فيها، ونقل جمالياتها ومجتمعاتها إلى العالم، بعيدًا عن الصور النمطية التي اختزلت السياحة العربية في عدد محدود من الوجهات.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى