أخبار الاتحاد

لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: تحويل الصحارى العربية إلى وجهات خضراء ممكن إذا توفرت الإرادة

انطلقت مبادرات عديدة في السنوات الأخيرة لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والصحراء، من خلال تحويل المناطق القاحلة إلى وجهات سياحية صديقة للبيئة، وهو ما بات يعرف بالسياحة المستدامة في الصحارى.

وتحت هذا العنوان، تبرز تصريحات لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، التي دعت فيها إلى تبنّي رؤية عربية موحدة تهدف إلى تطوير مشاريع سياحية بيئية في الصحارى، على نحو يحافظ على البيئة ويُعزّز من فرص العمل، ويُثري تجربة الزائر ثقافيًا وروحيًا.

أكدت لمياء أن الصحارى العربية لم تعد مجرد مناطق جرداء كما كانت تُصوّر سابقًا، بل تحولت في العديد من التجارب إلى فضاءات تزخر بالحياة والنشاط، بفضل مشاريع بيئية مدروسة ومخيمات صديقة للبيئة تهتم بالحفاظ على الموارد الطبيعية واستخدام الطاقة النظيفة.

وأشارت إلى أن نجاح هذه المشاريع يعتمد على توافر البنية التحتية المناسبة، وتدريب الكوادر المحلية، إضافة إلى الترويج الفعال عبر الإعلام والسياحة الرقمية.

وتطرقت محمود إلى تجارب عربية رائدة في هذا المجال، أبرزها تجربة صحراء وادي رم بالأردن، التي تحوّلت إلى محمية طبيعية وسياحية في آن واحد، تضم مخيمات بيئية مصممة بأسلوب يراعي تكوين الأرض ويحترم البيئة المحيطة، كذلك أشادت بالمبادرات البيئية في صحراء سيناء بمصر، والتي تعتمد على الدمج بين المجتمعات المحلية من البدو، والعناصر البيئية كركوب الجمال والمشي الطويل وسط الوديان الجبلية، والاستمتاع بسكون الطبيعة بعيدًا عن ضوضاء المدن.

أما في الخليج العربي، فقد أشارت إلى أن صحراء الربع الخالي تُعد أحد أكبر التحديات البيئية، إلا أن بعض المشاريع السياحية في السعودية والإمارات استطاعت أن تضع اللبنات الأولى لتطوير نماذج سياحية خضراء قائمة على الطاقة الشمسية، وتقنيات تدوير المياه، واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة.

وشددت لمياء محمود على أن السياحة البيئية ليست ترفًا، بل ضرورة للمنطقة العربية التي تضم أكبر مساحة من الصحارى على مستوى العالم، موضحة أن هذه المساحات إذا ما استُغلت بشكل علمي ومدروس، فإنها قد تتحول إلى مصدر دخل اقتصادي مستدام، وساحة تعليمية حية لتعزيز وعي السياح والمجتمعات المحلية بأهمية حماية التنوع البيئي.

وأضافت أن الصحارى تمنح الزائر فرصة نادرة للهدوء والتأمل والانفصال عن صخب الحياة الحديثة، وهو ما تبحث عنه أعداد متزايدة من السياح حول العالم اليوم.

ودعت في ختام تصريحها إلى ضرورة تكامل الجهود الحكومية مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، مع وضع معايير دقيقة لضمان استدامة المشاريع السياحية في هذه المناطق الحساسة، محذّرة من أي محاولات تجارية جائرة قد تضر بالنظام البيئي الهش في الصحارى العربية.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى