مدينة بولا الكرواتية وجهتك المثالية هذا الصيف

اختار المسافرون حول العالم هذا الصيف مدينة بولا الكرواتية لتكون من بين أبرز الوجهات السياحية في منطقة البحر الأدرياتيكي، نظراً لما توفره من مزيج ساحر بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة والمعمار الروماني البديع.
وتقع بولا في أقصى جنوب شبه جزيرة إستريا، وهي أكبر مدنها وأكثرها حيوية، وتتميّز بقربها من العديد من المدن الأوروبية الشهيرة مثل البندقية، ما يجعلها نقطة انطلاق مثالية لعطلة متكاملة تجمع بين الاستكشاف والاسترخاء.
تقدّم بولا لزوارها تجربة فريدة من نوعها، حيث يمكن للمتجول في شوارعها أن يلمس بوضوح طبقات التاريخ المتعاقبة، من العهد الروماني إلى الهيمنة الفينيسية، وصولاً إلى آثار الحربين العالميتين.
وتبرز في المدينة مجموعة من المعالم الأثرية التي تحكي قصص حضارات مرت من هنا، لعل أبرزها المدرج الروماني الشهير “أرينا” الذي يعود إلى القرن الأول الميلادي، ويُعدّ من أفضل المدرجات المحفوظة على مستوى العالم، ولا يزال يُستخدم حتى اليوم لاحتضان فعاليات فنية وثقافية متعددة.
وتُعدّ زيارة بولا خلال فصل الصيف تجربة غنية، إذ تشهد المدينة توافد الزوار من مختلف أنحاء أوروبا لحضور مهرجاناتها الفنية ومواسمها الثقافية الحافلة، فضلاً عن الاستمتاع بشواطئها ذات الرمال البيضاء ومياهها الصافية.
كما تمنح درجات الحرارة المعتدلة خلال أغسطس فرصة مثالية للسباحة واستكشاف الطبيعة، خاصة في الأماكن المفتوحة مثل “كيب كامنجاك” التي تُعد محمية طبيعية خلابة تُعرف بجروفها العالية وشواطئها الهادئة.
ولا يمكن تجاهل المعالم السياحية الأخرى التي تجعل من بولا وجهة متكاملة، مثل قوس سيرجي الروماني، وحديقة بريوني الوطنية التي تضم آثاراً رومانية، وآثار أقدام الديناصورات، إضافة إلى شبكة أنفاق “زيروستراسيه” التي كانت ملجأ عسكرياً وتحولت اليوم إلى معرض يعرض تاريخ المدينة أثناء الحروب.
كما تبرز قلعة بولا التي تعود إلى القرن السابع عشر، والتي تقف شامخة على تلة تطل على البحر الأدرياتيكي، وتوفّر مشاهد بانورامية خلابة وأجواءً مثالية لهواة التصوير والمغامرة.
أما لمن يبحثون عن المتعة المائية، فإن شاطئ “أمبريلا” يقدم تجربة لا مثيل لها بفضل مياهه الصافية ومرافقه المتطورة، إضافة إلى الأنشطة الرياضية مثل الكاياك والكرة الشاطئية، مما يجعله ملاذاً عائلياً ومركزاً للترفيه والاستجمام في الوقت نفسه، وتكتمل التجربة بجولات مشي ممتعة على الممرات الساحلية التي تضم مقاهي ومطاعم تطل على مشاهد بحرية تخطف الأنفاس.
تمثل بولا مزيجاً متناغماً بين الماضي العريق والحاضر النابض بالحياة، فهي ليست مجرد وجهة سياحية، بل كتاب مفتوح من التاريخ والجمال الطبيعي والروح المتوسطية الأصيلة، إنها دعوة مفتوحة لاكتشاف كنوز كرواتيا من نافذة مدينة تجمع بين الرومانسية والمعمار والطبيعة، وتعد زوارها بصيف لا يُنسى في قلب أوروبا.





