لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: سياحة التراث كنز مهدور في منطقتنا

وصفت لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي سياحة التراث في العالم العربي بأنها كنز مهدور بسبب الإهمال وضعف الترويج، مؤكدة أن العديد من الدول العربية تمتلك مواقع تراثية وتاريخية على مستوى عالٍ من الأهمية والقيمة الثقافية، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي أو الخطط الترويجية المدروسة، وهو ما يؤدي إلى غيابها عن خريطة السياحة الإقليمية والدولية.
وشددت على أن التعامل مع هذه المواقع لا يجب أن يظل في إطار محلي أو موسمي، بل يجب أن يكون جزءاً من رؤية طويلة المدى تعتمد على الترويج المستدام والاستثمار في الثقافة.
وأوضحت أن بعض الدول العربية تمتلك مواقع مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، وتزخر بأبعاد تاريخية وحضارية يمكن أن تضعها ضمن أهم وجهات السياحة الثقافية عالمياً، لكن ضعف البنية التحتية، وعدم ربط هذه المواقع بشبكات السياحة الداخلية والخارجية، وغياب المحتوى الإعلامي المحترف عنها، كلها عوامل تحد من قدرتها على المنافسة.
واعتبرت أن الإعلام السياحي يجب أن يكون شريكاً رئيسياً في عملية إعادة تقديم هذه المواقع إلى الجمهور العربي والدولي من خلال التوثيق والتسويق والمحتوى المرئي والمسموع.
ودعت إلى ضرورة إعادة النظر في الخطاب الإعلامي المتعلق بالتراث السياحي العربي، واعتبرت أن مجرد الإشارة إلى قيمة الموقع التاريخي لا يكفي، بل يجب أن تُصاغ الرسائل بشكل يثير اهتمام السائح ويكشف القيمة الإنسانية للمكان ويربطه بالهوية العربية المشتركة، كما طالبت بتدريب الإعلاميين والمرشدين السياحيين على تقديم محتوى محترف يواكب تطور أدوات العرض الحديثة ويتوافق مع تطلعات السائحين، سواء من الداخل أو الخارج.
وأكدت أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي يعمل على دعم المبادرات المحلية التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للسياحة الثقافية والتراثية، وأنه بصدد إطلاق حملة إعلامية موسعة تستهدف عدداً من المواقع التاريخية العربية التي تعاني من التهميش، بهدف إدماجها في المسارات السياحية العربية والدولية.
ولفتت إلى أن الترويج للتراث لا يساهم فقط في رفع معدلات السياحة، بل يعزز أيضاً من مكانة الهوية الوطنية ويخلق فرص عمل جديدة ويحرك الاقتصاد المحلي.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.





