أخبار سياحيةمطاعم ومأكولات

10 تجارب طهو استثنائية تضع دبي في صدارة مشهد الطعام العربي

بدأت دبي تحصد ثمار شغفها العميق بفنون الطهو العالمي، لتتربع على قمة مشهد الطعام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تصدّرت قائمة “MENA’s 50 Best Restaurants” لعام 2025 بعشرة مطاعم توزعت على مراتب متقدمة من القائمة، في دلالة واضحة على التنوع الفريد، والتطور اللافت، والرؤية الطموحة التي تميز هذه المدينة المتجددة دوماً.

وبينما تتسابق العواصم والمدن لإثبات جدارتها في ساحات الضيافة العالمية، تألقت دبي بـ 19 مطعماً ضمن التصنيف، متصدرةً بذلك مشهد الطهي الإقليمي، وراسمةً ملامح جديدة لتجربة الطهو التي لم تعد مقتصرة على الطعام فحسب، بل أصبحت رحلة حواس شاملة تدمج الذوق، والمكان، والمشهد، والرواية.

تُعد قائمة “أفضل 10 مطاعم في دبي” لعام 2025 انعكاساً حقيقياً لهذه الديناميكية، حيث تنوعت المطاعم بين نكهات شامية، وهندية، وآسيوية، وأوروبية، واستطاعت كل منها أن تروي قصتها الخاصة من خلال أطباقها، وتصميمها، وخدمة الضيوف، وأجوائها المسرحية الفريدة.

وبدأت رحلة التميز من مطعم “Orfali Bros Bistro”، الذي حافظ على صدارته للعام الثالث على التوالي، حيث يقدم ثلاثة أشقاء من مدينة حلب السورية رؤية مبتكرة للمطبخ الشامي، تجمع بين النكهة التقليدية والعرض العالمي، مستندين إلى خلفيات متنوعة في الطهو والإعلام والحلويات، ليصنعوا معاً تجربة تنضح بالهوية والابتكار.

أما المركز الثاني، فكان من نصيب “Trèsind Studio”، الذي نجح في تحويل المطبخ الهندي إلى عرض مسرحي فني يحترم التاريخ وينبض بالتجديد، بإبداع الشيف هيمنشو سايني، الذي قاد تجربة طهو تأخذ الضيوف في جولة حسية عبر مناطق الهند المختلفة، عبر أطباق تتغير أجواؤها ومساحاتها مع كل وجبة.

وتوالت المطاعم المتميزة في القائمة مثل “Kinoya”، الذي انطلق من نادي عشاء منزلي ليصبح اليوم أحد أعمدة المطبخ الياباني المعاصر في دبي، و”Moonrise” الذي يحتفي بالذوق والتجريب ضمن جلسات محدودة في قمة برج فاخر، حيث تمتزج نكهات اليابان والشرق الأوسط مع روح شاعرية يضيئها ضوء القمر.

ولم تغب روح الابتكار البصري والتقني عن المشهد، حيث خطف “Ossiano” الأضواء في المركز الخامس، بتجربته المائية الغامرة داخل أتلانتس النخلة، حيث يجلس الضيف محاطاً بالكائنات البحرية بينما تُقدَّم الأطباق في تسلسل درامي مدروس يلامس الخيال.

كذلك، استطاع “Jun’s” أن يبرهن على أن هوية الشيف يمكن أن تكون مكوناً رئيسياً للنكهة، حيث جمع كلفن تشيونغ بين خلفياته الكندية، الصينية، والهندية، ليخلق مزيجاً يعكس تجارب العبور الثقافي، ويتواصل مع الضيوف مباشرة في طقس شخصي حميمي.

وفي الطابق الخامس والأربعين من فندق جروفنر هاوس، قدم “Row on 45” تجربة Fine Dining مترفة بإشراف الشيف جيسون أثرتون، عبر 17 طبقاً تأخذ الضيف في رحلة ذوقية مقسمة إلى ثلاث مراحل، تبدأ بالمقبلات وتصل إلى التحلية في مكتبة الشيف، كل ذلك بإطلالة بانورامية على دبي مارينا، ما جعل المطعم وجهة للباحثين عن الرفاهية الخالصة.

وفي منحى آخر، احتفى “BOCA” بروح الاستدامة والطهو الإسباني المعاصر، وقدم نموذجاً لمطعم يتحول إلى مساحة مجتمعية وبيئية، تصدر تقارير كربونية، وتنظم فعاليات ثقافية، وتدفع بحدود مفهوم الضيافة إلى أفق جديد.

أما “3 Fils”، فقد واصل ترسيخ حضوره العريق بتقديم نكهات آسيوية داخل موقع بسيط بجانب ميناء الصيادين، ولكنه لا يقل روعة عن غيره من حيث التكوينات الفنية للأطباق، بينما تألّق “Bait Maryam” كملاذ حميمي يقدم الطهو الشامي الأصيل بروح الأمومة والذاكرة، مازجاً الحنين بالنكهة في آن واحد.

ويبدو واضحاً من خلال هذه القائمة أن سر نجاح دبي لا يكمن فقط في قدرتها على استقطاب أفضل الطهاة في العالم، بل أيضاً في قدرتها على احتضان قصصهم، وإعطائهم المساحة للتعبير عن ذواتهم، وتحويل الوجبة إلى خطاب حضاري وإنساني راقٍ.

وما يميز مطاعم دبي هذا العام هو أنها تجاوزت حدود المذاق لتشكل روايات متكاملة، يمتزج فيها الطهو بالمسرح، والضيافة بالحوار، والثقافة بالابتكار، كما أنها حافظت على عناصر التنوّع، فكل مطعم يعكس ثقافة مختلفة، وهوية مميزة، وذكريات فردية تتحول إلى نكهات خالدة.

لقد أثبتت هذه المدينة، مرة أخرى، أنها ليست فقط وجهة سياحية، بل أيضاً مركز عالمي للتذوق، ومنصة دولية للمواهب الطهوية، وساحة إبداعية مفتوحة على كل الاحتمالات.

المصدر: scoopempire

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى