أخبار الاتحاد

خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: السياحة الثقافية رافد مستدام في صناعة السياحة العربية

شدد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، على أهمية السياحة الثقافية كرافد مستدام في صناعة السياحة العربية، مؤكدًا أن التراث الحي أصبح اليوم رهانًا جوهريًا للعديد من المدن العربية التي تسعى إلى التميز عبر استثمار إرثها الشعبي والفني والصناعي في جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح أن المدن التي حافظت على أصالتها وتقاليدها، ونجحت في دمجها مع مقومات السياحة الحديثة، تحقق اليوم قفزات نوعية في مؤشرات الجذب السياحي، مما يعكس وعيًا متناميًا بأهمية الهوية الثقافية كمحرك اقتصادي واجتماعي.

أوضح خليل أن مدينة فاس المغربية تمثل نموذجًا لافتًا لهذا الاتجاه، حيث استطاعت أن تبني سردية سياحية متكاملة تنطلق من أسوارها العتيقة وأسواقها التقليدية وحرفها اليدوية التي ما تزال تُمارس بنفس الشغف والدقة منذ قرون.

وأضاف أن الفنون الشعبية والموسيقى الأندلسية التقليدية التي تُقدم في الزوايا والمهرجانات، لم تعد فقط مظاهر احتفالية، بل أصبحت جزءًا من التجربة السياحية التي يسعى إليها الزائر الباحث عن العمق الثقافي والأصالة.

وانتقل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي إلى مدينة صنعاء القديمة، مشيرًا إلى أنها، رغم ما تمر به من تحديات، لا تزال تحتفظ بسحر خاص ينبع من طرازها المعماري الفريد وأسواقها التراثية، وحكاياتها الشعبية التي تتردد في المقاهي القديمة بصوت الربابة والمغنين الشعبيين.

وأكد أن المجتمع المحلي في صنعاء بات يدرك أهمية هذا التراث الحي، ويعمل على الحفاظ عليه وإبرازه رغم الظروف، وهو ما يجعل من هذه المدينة أيقونة ثقافية وسياحية تنتظر فرصتها للعودة إلى الخريطة السياحية العربية بقوة.

كما أضاء خليل على تجربة مدينة جدة التاريخية في المملكة العربية السعودية، والتي تحوّلت خلال الأعوام الأخيرة إلى مركز نابض للسياحة الثقافية من خلال ترميم مبانيها التراثية، وتحويل الأسواق القديمة إلى وجهات نابضة بالأنشطة الفنية والعروض التراثية.

وبيّن أن هذه الجهود تتناغم مع الرؤية السعودية التي تضع الثقافة والتراث في قلب استراتيجياتها التنموية، وتجعل من جدة القديمة مرآة حية للماضي في قلب الحاضر المتطور.

وفي الأردن، لفت خليل إلى الدور المتصاعد لمدينة السلط، التي باتت تقدم نموذجًا فريدًا في دمج التراث المعماري العثماني بالحرف التقليدية والفنون الشعبية المحلية، عبر مبادرات ثقافية ومهرجانات سنوية تستقطب الزوار من الداخل والخارج.

وأكد أن ما يميز السلط هو تلك الروح المجتمعية التي تلتف حول مشروع الهوية، حيث يشارك السكان أنفسهم في تقديم المدينة كوجهة سياحية ترتكز على الكرم والدفء والاحتفاء بالتنوع الثقافي.

واختتم خليل تصريحه بالتأكيد على أن المدن العربية التي تراهن على التراث الحي، لا تراهن على الماضي بل على المستقبل، إذ أن استثمار الفنون الشعبية، والموسيقى المحلية، والصناعات التقليدية، لا يسهم فقط في تنشيط السياحة، بل يعزز أيضًا من استدامة المجتمعات المحلية ويفتح آفاقًا جديدة أمام شبابها، داعيًا إلى ضرورة توحيد الجهود الإعلامية والسياحية لتسليط الضوء على هذه الكنوز الثقافية المتفرّدة التي تملكها المنطقة العربية.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى