صباح علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: المدن العربية غير التقليدية ترسم ملامح جديدة لخريطة السياحة في المنطقة

أشاد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، بالدور المتنامي الذي تلعبه المدن العربية غير التقليدية في رسم ملامح جديدة لخريطة السياحة في المنطقة، مؤكدًا أن العديد من هذه المدن بدأت في إعادة اكتشاف نفسها سياحيًا عبر سلسلة من المبادرات التنموية والاستثمارات النوعية، والتي أسهمت في تعزيز مكانتها كوجهات جاذبة للزوار من داخل الوطن العربي وخارجه، في إطار توجه عام يُعيد التوازن إلى المشهد السياحي بعيدًا عن النمطية التقليدية في الوجهات.
أكد الدكتور صباح أن مدناً مثل طنجة المغربية، التي لطالما ظلت حبيسة صورتها الكلاسيكية كمدينة ساحلية، قد شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة سياحية نوعية بفضل مشاريع البنية التحتية الحديثة والميناء الترفيهي الجديد والمراكز الثقافية، فضلًا عن عودة الفعاليات الثقافية والفنية الكبرى التي نجحت في استقطاب جمهور متنوع من عشاق الفنون والموسيقى والموروث الأندلسي.
وأضاف أن طنجة اليوم تُقدّم نموذجًا ملهمًا للمدن التي تستثمر في ماضيها العريق لإطلاق مستقبل سياحي مستدام، يجمع بين الأصالة والحداثة.
وانتقل رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي للحديث عن صلالة في سلطنة عمان، واصفًا إياها بـ”الجوهرة الخضراء” التي استعادت بريقها كوجهة استثنائية خلال موسم الخريف، موضحًا أن الجهود الحكومية والخاصة المبذولة في تعزيز البنية الفندقية وتطوير خدمات الضيافة، إلى جانب الاهتمام بالمواقع الطبيعية مثل وادي دربات وسهل أتين، قد جعلت من صلالة مركز جذب للزوار الباحثين عن الطقس المعتدل والطبيعة الخلابة بعيدًا عن صخب المدن الكبرى.
كما نوه بالدور الإعلامي المتنامي في تسويق هوية صلالة عبر الحملات الرقمية الحديثة والفعاليات السياحية التي أثبتت نجاحها في الترويج للمدينة على المستويين الخليجي والعربي.
وأشار الدكتور صباح أيضًا إلى مدينة توزر التونسية، التي وصفها بـ”واحة الجمال المنسية”، موضحًا أن مشاريع التنمية المتسارعة التي تستهدف استثمار مقوماتها الطبيعية والثقافية، قد بدأت تؤتي ثمارها، لا سيما بعد دعمها كوجهة للفعاليات السينمائية والسياحة الصحراوية.
وأضاف أن الاهتمام بالمنتجعات البيئية، ودمج السياحة الثقافية مع المغامرات الصحراوية، قد خلق لتوزر هُوية جديدة تستحق الترويج والدعم من مؤسسات الإعلام السياحي العربي.
واختتم الدكتور صباح تصريحه بالتأكيد على أهمية دعم هذه الجهود من خلال الشراكات الإعلامية والسياحية، وتسليط الضوء على مدن تمتلك كنوزًا طبيعية وتاريخية، لكنها ظلت لسنوات خارج نطاق العدسة الإعلامية، داعيًا إلى تبني استراتيجية عربية متكاملة تُمكّن هذه المدن من لعب دور فاعل في المشهد السياحي الإقليمي، في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات في ذائقة المسافر العربي الباحث عن تجارب فريدة تتجاوز الوجهات التقليدية.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.