صحة و جمال

منتجات الألبان كاملة الدسم تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

أظهرت دراسة غذائية حديثة أجريت في جامعة نابولي بإيطاليا أن تناول كميات معتدلة من منتجات الألبان كاملة الدسم يمكن أن يسهم بوضوح في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك خلافًا للاتجاه السائد نحو الأنظمة الغذائية النباتية الصارمة، التي غالبًا ما تُروّج باعتبارها السبيل الوحيد للحفاظ على صحة القلب.

اعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل بيانات غذائية وصحية لمجموعة واسعة من المشاركين، حيث تبين أن أولئك الذين يستهلكون اللبن كامل الدسم بشكل يومي، بكمية تقارب 200 غرام، سجلوا معدلات أقل من الإصابة بأمراض القلب مقارنةً بغيرهم ممن لا يدرجون هذه المنتجات ضمن نظامهم الغذائي.

وربط الباحثون هذا الانخفاض بعملية التخمير التي تتعرض لها منتجات مثل اللبن والجبن، والتي تنتج عنها مركبات بيولوجية قد تحسن من أداء الجهاز الدوري وتقلل من الالتهابات.

أكد الفريق البحثي أن الاستهلاك المعتدل هو العامل الحاسم في الحصول على الفائدة الصحية دون التعرض لأي آثار سلبية، وقدّرت الكمية المثالية اليومية بين 20 و45 غرامًا من الجبن أو اللبن، مشيرين إلى أن تجاوز هذه الكميات قد يُحدث نتائج عكسية، وشددوا على أن الاستهلاك اليومي المنتظم بكميات مناسبة يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، لا يتطلب التخلي الكامل عن الدهون الحيوانية.

كما أشار الباحثون إلى أن دمج منتجات الألبان مع عناصر أخرى مثل الكاكاو قد يعزز التأثير الإيجابي على صحة القلب، إذ يحتوي الكاكاو على مركبات الفلافونويد التي تساهم في خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم، واعتبروا أن التنويع الغذائي المدروس، لا الحرمان التام، هو الأسلوب الأكثر واقعية وفعالية للحفاظ على صحة القلب.

وتفتح نتائج الدراسة الباب أمام مراجعة بعض التوصيات الغذائية التقليدية، التي كانت تحذر من تناول الدهون الحيوانية دون تمييز، حيث باتت الأدلة الحديثة تميل إلى التفرقة بين الدهون بحسب مصدرها، وطريقة تصنيعها، ومدى تفاعلها داخل الجسم.

ويدعو الباحثون إلى ضرورة إعادة النظر في الأنظمة الغذائية العامة، مع التركيز على الجودة والكمية بدلًا من الاعتماد على التصنيفات التقليدية فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى