تقنية

أداة علاج نفسي رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي

كشف فريق بحثي من جامعة دارتماوث الأمريكية عن تطوير أداة جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم دعم نفسي موجه عبر المحادثات، بهدف أن تكون بديلًا آمنًا وخاضعًا للرقابة لممارسات نفسية غير منظمة قد يستخدمها البعض في غياب خيارات علاجية موثوقة.

ويأمل الفريق أن تقدم الأداة حلاً فعالًا ومتاحًا للأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى خدمات نفسية تقليدية بسبب التكاليف أو غياب الموارد المؤهلة.

بدأت التجارب على الأداة من خلال تحليل استشارات نفسية حقيقية بصيغة نصوص مكتوبة، تلتها عملية تحويل هذه الاستشارات إلى محتوى مرئي من خلال مقاطع فيديو تدريبية، ثم قام الفريق بتغذية النموذج بمحادثات افتراضية تغطي أنماطًا مختلفة من الحالات النفسية، في محاولة لضمان دقة الاستجابات واتساقها مع مبادئ العلاج النفسي المعتمدة، هذه الخطوات ساعدت على تقوية الأداء اللغوي والسلوكي للنظام، وأتاحت له فهم أنماط الحوار المرتبط بالاضطرابات النفسية.

أظهرت التجربة قدرة الأداة على التعامل مع حالات معقدة، بما فيها المحادثات التي تتضمن إشارات إلى نوبات اكتئاب أو أفكار انتحارية، إذ يتم رصد تلك المؤشرات فورًا من قبل النظام، مما يمكّنه من إصدار تنبيهات وتوجيه المستخدم نحو المساعدة العاجلة، هذا السلوك الوقائي يضيف بُعدًا وظيفيًا مهمًا للأداة ويعزز من موثوقيتها كمصدر دعم في الأوقات الحرجة.

يركز الفريق المطور على إبقاء المشروع غير ربحي، وذلك لتجنب المشكلات الأخلاقية أو استغلال المستخدمين في ظروف نفسية هشة، ويسعى القائمون على الأداة لتوفيرها مجانًا لكل من يحتاج إليها، دون ربطها بأي اشتراكات أو دفع مادي، بهدف تعزيز العدالة في الوصول إلى خدمات الدعم النفسي ومواجهة التحديات المتزايدة في الصحة العقلية عالميًا.

يمثل هذا الابتكار محاولة للربط بين التقنية الحديثة واحتياجات المجتمع، حيث يمكن للأداة أن تساهم في تقليل الضغط على المؤسسات الصحية، وتوفير قنوات تواصل فورية وآمنة، خصوصًا للأفراد الذين يواجهون صعوبة في الاعتراف بمشكلاتهم النفسية أو في طلب المساعدة من معالج بشري.

ومع استمرار البحث والتطوير، من المتوقع أن تتوسع قدرات الأداة وتخضع لتحديثات تعزز دقتها ومرونتها في التعامل مع الحالات المعقدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى