وجهات سياحية

صخرة وادي لجب في جازان تستقطب أنظار الزوار والمهتمين بالسياحة البيئية

تستقطب منطقة جازان أنظار الزوار والمهتمين بالسياحة البيئية نظرًا لما تحويه من تكوينات طبيعية متفردة نشأت عبر آلاف السنين من دون تدخل بشري.

وتُعد صخرة وادي لجب بمحافظة الريث واحدة من أبرز هذه التكوينات التي تحولت إلى رمز بصري وثقافي للمنطقة، بما تحمله من معانٍ جيولوجية وجمالية متداخلة.

تقف الصخرة في أعلى مرتفعات وادي لجب على ارتفاع يصل إلى 200 متر، ويصفها السكان المحليون بأنها تتراءى للناظر من بعيد وكأنها تراقب الوادي من علٍ، ويُطلق عليها عدة أسماء متداولة في أوساط الأهالي، أبرزها “خشم لجب” و”قمقوم لجب”، وهي أسماء تعكس العلاقة العميقة بين المكان والطبيعة المحيطة به، كما تُشير إلى أهمية الموقع في الذاكرة الجمعية لأهالي الريث.

ينجذب الزائرون إلى هذا التشكيل الصخري تحديدًا بسبب تفاصيله الدقيقة التي تتكون بفعل عوامل التعرية المستمرة، إذ يُشبّه البعض الصخرة بتمثال “أبو الهول” بسبب شكلها الذي يحاكي رأس إنسان تنظر إلى الأفق.

وخلال مواسم الأمطار، يتحول المشهد إلى تجربة بصرية مدهشة، حيث تتدفق المياه من فتحتين في جسم الصخرة، في مشهد يشبه الدموع، ما يمنحها طابعًا دراميًا فريدًا يعزز جاذبيتها لدى المصورين ومحبي الطبيعة.

وأكد المواطن محمد بن مفرح النجادي، أحد سكان المنطقة، أن الصخرة تشكل نقطة جذب أساسية للرحالة والمهتمين بالمغامرات، خاصة أولئك الذين يفضلون رياضة المشي والتسلق في أماكن طبيعية غير مروضة.

وأوضح أن وجودها في هذا الموقع المرتفع يتيح إطلالة بانورامية على كامل الوادي، ما يجعلها واحدة من أهم المعالم الجبلية في المنطقة.

يشكل وادي لجب عمومًا، وصخرته البارزة خصوصًا، نموذجًا حيًا لأهمية المزج بين الحفاظ على البيئة وتعزيز النشاط السياحي، حيث يساهم الاهتمام بهذه المواقع في تنشيط السياحة الداخلية ودعم الاقتصاد المحلي، كما يدفع هذا التفاعل المتزايد مع الطبيعة إلى تنمية الوعي البيئي لدى المجتمع والزوار، ما يُعزز من قيمة المكان كإرث طبيعي يستحق الحماية والرعاية.

تمثل صخرة وادي لجب أكثر من مجرد تكوين جيولوجي؛ إنها قصة مستمرة من التفاعل بين الإنسان والطبيعة، بين الزمن والتضاريس، ترويها تفاصيل صخرية لا تنضب من الدهشة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى