مشاريع الضيافة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد ازدهاراً ملحوظاً في 2025

تضاعف الاهتمام بالمشاريع المتعلقة بقطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل لافت في الآونة الأخيرة، حيث توقع العديد من الخبراء أن يواصل هذا القطاع نموه القوي في السنوات القادمة.
ورغم أن النشاط المتعلق بمشاريع الضيافة في المنطقة شهد تراجعاً طفيفاً في عام 2024 مقارنةً بالسنوات السابقة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن هذه المشاريع ستشهد انفجاراً في قيمة العقود في عام 2025، مما يعكس مدى أهمية القطاع في نمو الاقتصاد الإقليمي.
على الرغم من الأداء الضعيف نسبياً لنشاط ترسية مشاريع الضيافة في المنطقة خلال عام 2024، والذي سجل انخفاضاً طفيفاً في قيمة المشاريع المرساة مقارنةً بالسنوات السابقة، إلا أن الشركات والمقاولين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطلعون إلى مشاريع ضخمة تتجاوز قيمتها 60 مليار دولار، وتدور هذه المشاريع حالياً في مرحلة التصميم والعطاءات، ومن المتوقع أن يتم طرحها في السوق قريباً.
وتشير مجلة “ميد” إلى أن قيمة ترسية مشاريع قطاع الإنشاءات المرتبطة بالضيافة في المنطقة قد انخفضت في العام الماضي إلى 6.2 مليار دولار، وهو ما يُعد أقل من قيم العقود الممنوحة في عامي 2022 و2023، إلا أنها لا تزال تتجاوز مستوى العقود التي تم منحها في السنوات الثلاث التي سبقتها ومتوسط السنوات الخمس الماضية.
فيما يتعلق بالأرقام، فإن العام 2024 شهد ترسية مشاريع جديدة بقيمة 1.3 مليار دولار، مع وجود مشاريع أخرى بقيمة 5.2 مليار دولار في مرحلة تقديم العطاءات، هذا يُظهر أن قطاع الضيافة في المنطقة لا يزال قادراً على تحقيق نتائج إيجابية، ولا يُعاني من توقف أو تعثر في الأنشطة المتعلقة بالعقود.
أما على مستوى الدول، فقد هيمنت المملكة العربية السعودية على إجمالي نشاط المشاريع في قطاع الضيافة، حيث بلغت قيمة العقود الممنوحة في هذا القطاع نحو 4.4 مليار دولار، تلتها دولة الإمارات العربية المتحدة التي سجلت عقوداً بقيمة مليار دولار، بينما شهدت بعض الدول الأخرى في المنطقة مشاريع عقارية بقيمة إجمالية بلغت 700 مليون دولار، مما أدى إلى تباين واضح في مشهد الأنشطة الاقتصادية والإنشائية في المنطقة.
ومع اقتراب عام 2025، تلوح في الأفق مشاريع ضخمة في مرحلة العطاءات، حيث تُقدر قيمة المشاريع التي تمر حالياً في هذه المرحلة بـ 8.6 مليار دولار، تتوزع بين مشاريع في مرحلة التأهيل المسبق بقيمة 3.9 مليار دولار، ومشاريع أخرى في مرحلة تقديم العطاءات بقيمة 2.2 مليار دولار، فضلاً عن مشاريع في مرحلة تقييم العطاءات تصل قيمتها إلى 2.5 مليار دولار.
وإذا تم منح جميع هذه المشاريع وفقاً للتوقعات، مع الأخذ في الاعتبار العقود التي تم منحها بالفعل في بداية العام الجاري والتي تقدر بنحو 410 مليون دولار، فمن المتوقع أن يكون عام 2025 هو الأفضل لنشاط مشاريع الضيافة في المنطقة منذ عام 2015.
وبالانتقال إلى مشاريع الضيافة التي هي قيد التصميم حالياً، فإن الإقبال عليها شهد قفزة كبيرة خلال العام الماضي، ففي حين كانت قيمة المشاريع قيد التصميم في مثل هذا الوقت من العام الماضي تصل إلى 15 مليار دولار، فإن هذه القيمة ارتفعت بشكل مذهل بنسبة 270% لتصل إلى 56 مليار دولار خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
وكان وراء هذا الارتفاع الكبير إطلاق مشروع “جنوب المتوسط” في مصر، وهو مشروع سياحي ضخم على مساحة 2300 هكتار بقيمة 21 مليار دولار.
وفي المملكة العربية السعودية، التي تستحوذ على أكثر من 50% من إجمالي المشاريع في هذا القطاع بالمنطقة، تواصل المشاريع الكبرى الهيمنة على المشهد، حيث تبلغ قيمة المشاريع قيد التصميم في المملكة 41.6 مليار دولار، من ضمنها مشاريع ضخمة مثل المرحلة الثانية من مشروع البحر الأحمر بقيمة 7 مليارات دولار، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تتعلق بأبراج ومنصات مشروع “المكعب”، كما أن مشاريع أخرى بقيمة 3.8 مليار دولار، بما في ذلك مشاريع في مدينة “رؤى المدينة”، تُعتبر محط أنظار.
من جهة أخرى، تظهر الإمارات وسلطنة عمان كلاعبين رئيسيين في مجال مشاريع الضيافة في المنطقة، ففي الإمارات، يتصدر المشاريع الجارية برج “إعمار” في ميناء خور دبي بقيمة 1.5 مليار دولار، بالإضافة إلى منتجع وريزيدنسز “جي دبليو ماريوت” بقيمة 1.3 مليار دولار.
أما في سلطنة عمان، فتُعد المرحلة الثالثة من مشروع “تلال ينكت” التابع لوزارة السياحة، بالإضافة إلى منتجع “ترامب” بقيمة 500 مليون دولار، من أبرز المشاريع في قطاع الضيافة.
وتشير “ميد” إلى أنه إذا تم تنفيذ جزء من المشاريع قيد التصميم والبالغة قيمتها 56 مليار دولار في العام 2025، فإن ذلك قد يؤدي إلى تضخم إجمالي ترسيات العقود إلى مستويات قياسية.
ومع أن الأداء في الربع الأول من العام 2025 كان بطيئاً نسبياً، إلا أن التوقعات تشير إلى انتعاش ملحوظ في نشاط الترسية اعتباراً من الربع الثاني من العام، مع وجود مشاريع بقيمة 2.5 مليار دولار قيد تقييم العطاءات، ومن المتوقع منحها في المستقبل القريب.
في الختام، من الواضح أن قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشهد تحولاً إيجابياً، ومن المنتظر أن يستمر هذا النمو خلال السنوات القادمة، ما يجعل المنطقة واحدة من أبرز أسواق الضيافة في العالم.





