سياحة و سفروجهات سياحية

هونج كونج تكثّف جهودها لاستقطاب الخليجيين ببيئة سياحية ملائمة

تسعى هونج كونج إلى تعزيز حضورها على خارطة السياحة العالمية من خلال استقطاب المسافرين الأثرياء من دول الخليج وجنوب شرق آسيا، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر دخلها السياحي وزيادة أعداد الزوار من هذه المناطق التي تشهد نمواً كبيراً في أعداد المسافرين الباحثين عن وجهات سياحية راقية توفر لهم تجربة فريدة تلبي متطلباتهم الخاصة.

يأتي هذا التوجه في ظل الجهود المستمرة التي تبذلها سلطات هونغ كونغ لتطوير قطاع الضيافة، بما يتماشى مع متطلبات السياح القادمين من هذه الأسواق المهمة.

وفقاً لتقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ”، بادرت العديد من الفنادق الفاخرة في هونغ كونغ إلى التكيف مع احتياجات السياح المسلمين، حيث قامت بتوفير نسخ من القرآن الكريم في الغرف، إلى جانب توسيع خيارات الطعام الحلال ضمن قوائمها، لضمان تقديم تجربة إقامة مريحة ومتكاملة للزوار من منطقة الخليج.

وتأتي هذه التعديلات كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى جعل هونغ كونغ وجهة أكثر جذباً للسياح القادمين من دول ذات طابع ثقافي وديني مختلف، الأمر الذي يعزز مكانة المدينة كمركز سياحي عالمي متنوع.

وتدعم الحكومة هذا التوجه بشكل كبير، إذ دعا الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، جون لي، في خطابه الذي ألقاه في أكتوبر الماضي، الشركات والمؤسسات السياحية إلى اتخاذ خطوات عملية لتهيئة بيئة أكثر ترحيباً بالمسافرين المسلمين، وذلك عبر توفير المزيد من المرافق الدينية مثل أماكن الصلاة في الفنادق والمواقع السياحية، بالإضافة إلى تعزيز التنوع في خيارات الطعام الحلال، هذه الإجراءات تعكس إدراك السلطات لأهمية التكيف مع المتغيرات العالمية في قطاع السياحة، لا سيما مع تزايد اهتمام المسافرين المسلمين بالحصول على تجارب سياحية تراعي معتقداتهم الدينية.

من جانبه، أكد فضل بحر الدين، الرئيس التنفيذي لشركة “كريسنت ريتنج”، المتخصصة في تصنيف واعتماد خدمات السياحة الحلال، أن هذه الجهود لا تقتصر فقط على الفوائد السياحية المباشرة، بل تسهم أيضاً في تنويع التركيبة السكانية للزوار في هونغ كونغ، مما يعزز مرونة قطاع السياحة في المدينة ويدعم استدامته الاقتصادية.

وأشار إلى أن توفير بيئة سياحية تراعي احتياجات المسافرين المسلمين يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة لهونغ كونغ في مجال السياحة الفاخرة، التي تشهد نمواً ملحوظاً في منطقة الخليج العربي.

وفي إطار دعم هذه المبادرات، أطلقت هيئة السياحة في هونغ كونغ موقعاً إلكترونياً متخصصاً تحت عنوان “السفر الفاخر في هونغ كونغ”، بهدف تلبية الطلب المتزايد من قبل الزوار القادمين من دول الشرق الأوسط، حيث يوفر الموقع معلومات حول الخدمات المتميزة التي تقدمها المدينة لهذه الفئة من السياح، والتي تشمل جولات سياحية على متن طائرات الهليكوبتر، وحفلات خاصة في المرافق الفندقية الفاخرة، وخدمات تسوق حصرية لكبار الشخصيات.

وقد انعكست هذه الجهود بوضوح على قطاع الضيافة في المدينة، حيث شهدت هونغ كونغ زيادة ملحوظة بنسبة 80% في عدد المطاعم التي تقدم الطعام الحلال، ليرتفع العدد إلى حوالي 180 مطعماً خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يعكس تفاعل القطاع الخاص مع التوجهات الحكومية الرامية إلى تعزيز الانفتاح على الأسواق السياحية الجديدة. كما قامت العديد من الفنادق والمتاجر الكبرى بتوسيع خدماتها لتشمل مزيداً من التسهيلات التي تتناسب مع احتياجات المسافرين القادمين من دول الخليج.

وفي سياق متصل، كثّفت سلطات هونغ كونغ جهودها لتعزيز العلاقات مع دول الخليج من خلال زيارات رسمية قام بها مسؤولون بارزون إلى المنطقة بهدف توطيد التعاون وجذب الاستثمارات، مع التركيز على استقطاب العائلات الثرية المهتمة بإدارة الثروات والاستثمار في القطاعات المختلفة.

وتأتي هذه الخطوات في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة هونغ كونغ كمركز عالمي للخدمات المالية والسياحية، مستفيدة من قوتها الاقتصادية وبنيتها التحتية المتطورة.

كما صنفت شركة “كريسنت ريتنج” المعنية بتصنيف الوجهات السياحية الصديقة للمسلمين، 53 فندقاً وثلاثة معالم سياحية ومركز تسوق واحداً في هونغ كونغ على أنها مرافق صديقة للمسلمين، مما يعكس التقدم الذي أحرزته المدينة في تلبية احتياجات هذه الفئة من المسافرين.

ومع استمرار هذه الجهود، من المتوقع أن تشهد هونغ كونغ زيادة كبيرة في عدد الزوار القادمين من دول الخليج، ما يسهم في تعزيز ازدهار القطاع السياحي وتنويع قاعدة المسافرين، بما يحقق فوائد اقتصادية طويلة الأمد للمدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى