اليابان تودع توميكو إيتوكا عميدة سن البشرية عن 116 عامًا
توفيت توميكو إيتوكا، التي كانت تُعد عميدة سن البشرية، عن عمر ناهز 116 عامًا، وفقًا لما أعلنته سلطات مدينة آشيا بجنوب اليابان.
إيتوكا، التي وُلدت في 23 مايو 1908 في مدينة أوساكا، عاشت حياة شهدت تحولات كبيرة في تاريخ البشرية، بداية من الحروب وحتى الثورات التكنولوجية.
رحلة حياة طويلة
إيتوكا تنحدر من عائلة مكونة من ثلاثة أطفال، وعاشت طفولتها وشبابها في أوساكا. كانت لاعبة كرة طائرة في شبابها، مما يعكس شغفها بالحياة والنشاط.
على مدار حياتها الطويلة، أصبحت شاهدة على العديد من الأحداث العالمية الكبرى، مثل الحروب العالمية والأوبئة، وعاشت تطورات اليابان من مجتمع زراعي إلى أحد أكبر الاقتصادات في العالم.
عُرفت إيتوكا بحبها للموز ومشروب “كالبيس”، المصنوع من خمائر اللاكتيك، الذي يحظى بشعبية واسعة في اليابان. رغم تقدمها في السن، حافظت على روحها الإيجابية، مما ألهم الكثيرين من حولها.
وداع مليء بالتقدير
أعرب رئيس بلدية آشيا، ريوسوكي تاكاشيما، عن حزنه لفقدان شخصية تمثل رمزًا للصمود والإلهام، وقال في بيان إن “توميكو إيتوكا منحتنا الشجاعة والأمل طيلة حياتها الطويلة. نشكرها على كل ما قدمته”، أشار البيان أيضًا إلى أن إيتوكا كانت تقيم في دار للمسنين منذ عام 2019، حيث توفيت هناك.
كانت إيتوكا أمًا لأربعة أبناء وجدّة لخمسة أحفاد، وشكّلت حياتها الطويلة مصدر فخر لعائلتها والمجتمع الياباني.
أزمة ديموغرافية في اليابان
وفاة إيتوكا تأتي في وقت تواجه فيه اليابان تحديًا ديموغرافيًا كبيرًا، يبلغ عدد السكان البالغين 65 عامًا أو أكثر نحو ثلث إجمالي السكان، ما يشير إلى ارتفاع نسبة كبار السن بشكل ملحوظ.
في سبتمبر الماضي، سجلت اليابان وجود أكثر من 95 ألف معمّر، 88% منهم نساء. هذا التزايد في أعداد المسنين يُشكّل ضغطًا على النظام الصحي والاجتماعي، في ظل تقلص عدد السكان في سن العمل.
إرث يبقى للأجيال
بعد وفاة الإسبانية ماريا برانياس موريرا في أغسطس 2024 عن عمر 117 عامًا، أصبحت إيتوكا عميدة سن البشرية، الآن، برحيلها، تودّع اليابان والعالم شخصية استثنائية عاشت أكثر من قرن، حاملة ذكريات من عصور مختلفة، وقصصًا تعكس صمود الإنسان أمام التغيرات الزمنية. تظل حياتها شهادة حية على قوة الإرادة وطول العمر.
