“سلومنا”.. برنامج يعزز الموروث الثقافي للأجيال الجديدة
أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية برنامجًا جديدًا تحت عنوان “سلومنا”، الذي يهدف إلى تعزيز ونقل الموروث الثقافي الأصيل إلى الأجيال الصاعدة.
يعكس البرنامج رؤية الهيئة في الحفاظ على التراث الثقافي السعودي وتعريف الشباب بالعادات والتقاليد التي شكلت حياة الأجداد، مع التركيز على مهارات التعايش مع البيئة الصحراوية.
تعزيز العلاقة بين الإنسان والبيئة
يستهدف برنامج “سلومنا” الفئة العمرية من 9 إلى 16 عامًا، ويهدف إلى تعليم المشاركين كيف كانت الحياة التقليدية في منطقة نجد.
يتم ذلك من خلال مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تساعد على بناء علاقة متينة بين الإنسان وبيئته، مع التركيز على مفاهيم الحياة الصحراوية وظروفها الخاصة.
يعتبر البرنامج مزيجًا من التعليم التفاعلي والتثقيف الترفيهي، مما يتيح للمشاركين تعلم مهارات الحياة القديمة بشكل ممتع وجذاب.
تجربة حقيقية في بيئة طبيعية
تقام فعاليات البرنامج في نفود الدهناء، إحدى أبرز المناطق الطبيعية في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، التي تعكس الحياة التقليدية الصحراوية.
الموقع الطبيعي الفريد يتيح للمشاركين تجربة الحياة في البيئة الصحراوية كما كانت في الماضي، مما يمنحهم فرصة تعلم كيفية التكيف مع هذه الظروف.
أنشطة تفاعلية متنوعة
يتضمن برنامج “سلومنا” مجموعة متنوعة من الأنشطة التفاعلية التي تساعد في نقل المعارف الثقافية بشكل عملي. تشمل الأنشطة رحلات اليوم الواحد ورحلات المبيت التي توفر فرصًا للمشاركين لاكتساب مهارات ركوب الإبل والخيل، بالإضافة إلى تعلم كيفية نصب الخيام وصناعة الحرف اليدوية. كما يكتسب المشاركون مهارات في الصقارة، التي كانت جزءًا أساسيًا من الحياة التقليدية في نجد.
تعليم القيم والتراث السعودي
يُركِّز البرنامج أيضًا على تعليم المشاركين آداب الضيافة السعودية الأصيلة، مثل استقبال الضيوف، الترحيب بهم، وإعداد القهوة السعودية، وهي من أبرز العادات التي تشتهر بها المنطقة.
كما يتعلم المشاركون كيفية سرد القصص العربية وقصائد الشعر التقليدي، مما يعزز من فهمهم للثقافة السعودية العميقة. لا تقتصر الأنشطة على ذلك، بل تشمل أيضًا تعليم الفراسة والاستدلال بالنجوم كجزء من مهارات البقاء والتكيف مع الطبيعة الصحراوية القاسية.
إشراف كامل وتعاون مع الجهات التعليمية
تتولى الهيئة الإشراف الكامل على تنفيذ البرنامج، بدءًا من تصميم الأنشطة وصولًا إلى إدارة العمليات. كما تتعاون الهيئة مع الجهات التعليمية لضمان توسيع دائرة المستفيدين من البرنامج، بما يساهم في نشر الثقافة السعودية وحماية التراث المادي واللامادي.
تأتي هذه الخطوات في إطار استراتيجية الهيئة لتعزيز العادات والتقاليد الثقافية الأصيلة وتعريف الأجيال الجديدة بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الغني.
من خلال برنامج “سلومنا”، تسعى الهيئة إلى خلق جيل من الشباب على دراية بعراقة تاريخهم وثقافتهم، مؤهل للتفاعل مع بيئته بطريقة تحترم التقاليد والهوية السعودية.