رومانيا وبلغاريا تنضمان رسميًا إلى منطقة “شنغن” بعد 13 عامًا من الانتظار
في خطوة تاريخية، انضمت رومانيا وبلغاريا بالكامل إلى منطقة شنغن، بعد أكثر من 13 عامًا من الانتظار، وهو ما يتيح لمواطني هذين البلدين حرية التنقل عبر الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي.
بدأت هذه اللحظة المهمة قبيل حلول رأس السنة في الساعة 00:00 من فجر يوم الأربعاء، حيث شهدت الحواجز البرية مرافقة احتفالية، ليبدأ تطبيق النظام الجديد الذي يمكّن مواطني البلدين من السفر داخل فضاء شنغن دون الحاجة لتفتيش الحدود.
يُعتبر هذا الحدث نقطة تحول هامة بالنسبة لكل من رومانيا وبلغاريا، اللتين يعتبران من الدول التي كانت تابعة للكتلة الشيوعية سابقًا وتعد من بين الأقل ثراءً ضمن دول الاتحاد الأوروبي.
إلا أن انضمامهما إلى منطقة شنغن يمثل خطوة قوية نحو تعزيز حرية التنقل والتكامل الاقتصادي مع باقي الدول الأوروبية، وهو ما يعد بمثابة تحقيق هدف رئيسي تم السعي لتحقيقه منذ انضمام البلدين إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2007.
العضوية الكاملة في منطقة شنغن، التي تضم الآن 29 دولة، تشمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، بالإضافة إلى دول أخرى شريكة مثل سويسرا والنرويج وآيسلندا وليشتنشتاين.
ومن خلال هذه الخطوة، أصبح بإمكان أكثر من 400 مليون شخص التنقل بحرية داخل هذه المنطقة، التي تأسست في عام 1985، دون الحاجة إلى عمليات تفتيش عند الحدود.
على الرغم من أن رومانيا وبلغاريا قد استوفتا المعايير الفنية المطلوبة للانضمام إلى شنغن منذ عام 2011، إلا أن اعتراضات بعض الدول الأعضاء كانت تعرقل هذه الخطوة لفترة طويلة.
وكان من أبرز هذه الاعتراضات الموقف الذي اتخذته النمسا، حيث كانت تخشى من زيادة أعداد اللاجئين القادمين إلى أراضيها في حال توسيع منطقة شنغن.
ومع ذلك، وبفضل التحسينات التي تم تنفيذها مؤخرًا في مراقبة الحدود والإجراءات الأمنية، تراجعت النمسا عن موقفها، مما مهد الطريق أمام انضمام رومانيا وبلغاريا بشكل كامل إلى هذه المنطقة.
لقد تميزت مرحلة الانتقال إلى العضوية الكاملة من خلال خطوات تدريجية. ففي مارس 2024، تم إلغاء التفتيشات الحدودية في المطارات والموانئ في كلا البلدين، مما سمح ببدء تطبيق الجزء الأول من إجراءات الانضمام.
وفي ديسمبر من نفس العام، وافق الشركاء الأوروبيون على توسيع هذه الإجراءات لتشمل مراكز الحدود البرية، مما يعني أنه تم تحقيق العضوية الكاملة في منطقة شنغن.
وقد رحبت رومانيا وبلغاريا بهذه الخطوة التاريخية، معتبرين أن هذه العضوية هي تتويج لجهود استمرت أكثر من عقد من الزمان. ففي تصريح رسمي، وصف المسؤولون في كلا البلدين هذا القرار بـ”التاريخي”، مؤكدين أنه كان أحد الأهداف الرئيسة التي سعوا لتحقيقها منذ انضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي قبل أكثر من 17 عامًا.
بالنسبة للآثار المترتبة على هذا الانضمام، فإنه سيتيح لعدة ملايين من المواطنين في رومانيا وبلغاريا السفر بحرية بين دول شنغن دون الحاجة إلى تأشيرات أو عمليات تفتيش.
كما سيسهم هذا في تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين هذه الدول وبقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مما يفتح المجال لمزيد من الفرص في مجالات التجارة والسياحة والعمل.
وفي ختام هذه العملية، أصبح فضاء شنغن يشمل دولًا تمثل جزءًا كبيرًا من القارة الأوروبية، مع تعزيز حركة التنقل والتكامل بين شعوب الدول الأعضاء، مما يعكس إيمانًا قويًا بالحرية والأمن المشترك داخل الاتحاد الأوروبي.