-- سلايدر --مال و أعمال

أبراج كدي.. مشروع عملاق يغير ملامح مكة المكرمة ويعزز استيعاب الحجاج والعمّار

تواصل المملكة العربية السعودية جهودها الرامية لتعزيز قدرات استيعاب مكة المكرمة، وجهة الملايين من المسلمين من جميع أنحاء العالم.

ضمن سلسلة المشاريع الضخمة التي تشهدها المدينة المقدسة، يأتي مشروع “أبراج كدي”، المتوقع أن يكون أكبر فندق في العالم بسعة تصل إلى 10,000 غرفة، وبتكلفة تُقدر بنحو 3.5 مليار دولار.

المشروع يمثل نقطة تحول في قطاع الضيافة والسياحة الدينية، وسيضاف إلى المخطط التطويري الواسع الذي تشهده مكة المكرمة.

تفاصيل مشروع “أبراج كدي” العملاق

يقع الفندق الجديد في منطقة جنوب الحرم المكي الشريف، على مساحة 1.4 مليون متر مربع، ويبعد نحو كيلومترين فقط عن المسجد الحرام.

ويتألف من 12 برجًا شاهقًا بتصاميم مستوحاة من العمارة الإسلامية التقليدية، وتحديدًا على شكل قلعة صحراوية، لتعكس التراث السعودي في مزيج فريد من الحداثة والأصالة.

يضم الفندق 10 أبراج من فئة الأربع نجوم وبرجين من فئة الخمس نجوم، في حين سيوفر الفندق أيضًا خمسة طوابق خصصت للعائلة المالكة السعودية، ما يؤكد على الفخامة التي سيقدمها المشروع.

أبراج كدي ليست مجرد فندق، بل “مدينة متكاملة” بحد ذاتها، إذ يضم 70 مطعمًا متنوعًا تقدم أشهى الأطباق العالمية والمحلية، إلى جانب أربعة مهابط للطائرات العمودية، ومراكز تسوق فاخرة، بالإضافة إلى مركز مؤتمرات.

يتميز الفندق بتوفيره لمرآب سيارات تحت الأرض يتسع لأكثر من 1,000 سيارة، فضلًا عن محطة حافلات لتسهيل حركة النزلاء داخل المدينة، خاصةً الحجاج والمعتمرين الذين يقصدون المسجد الحرام.

دور فندق “أبراج كدي” في دعم رؤية 2030

في إطار رؤية السعودية 2030، تسعى المملكة إلى تطوير قطاعات غير نفطية لدعم الاقتصاد الوطني، والسياحة الدينية تشكل إحدى الركائز الأساسية في هذا الإطار.

يتمثل الهدف في استقطاب أكثر من 20 مليون زائر سنويًا إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الكبرى.

ومع هذا التوسع العمراني الضخم، من المتوقع أن يوفر “أبراج كدي” خدمات فاخرة لنزلاءه، مما يعزز من قيمة السياحة الدينية كإحدى أهم مصادر الدخل غير النفطي للمملكة.

المنافسة العالمية: تفوق سعودي في صناعة الضيافة

من المثير للاهتمام أن “أبراج كدي” سيتفوق على جميع الفنادق العالمية من حيث عدد الغرف، حيث سينافس بفارق كبير فندق MGM في لاس فيغاس الذي يضم 6,198 غرفة، والذي كان يعتبر حتى الآن الأكبر عالميًا.

ومع هذه الزيادة الكبيرة في القدرة الاستيعابية، سيعزز الفندق مكانة المملكة كواحدة من أكبر الدول استقطابًا للحجاج والمعتمرين.

أبعاد المشروع وأهميته الاقتصادية

تعتبر مكة المكرمة واحدة من الوجهات الأكثر حيوية اقتصاديًا في العالم، حيث تستقبل سنويًا نحو مليوني حاج وأكثر من عشرين مليون معتمر.

يقدر الدخل السنوي الناتج عن هذه الأعداد بنحو تسعة مليارات دولار، وتعمل المملكة بشكل مستمر على زيادة طاقتها الاستيعابية لاستقبال مزيد من الزوار.

يعد مشروع “أبراج كدي” إضافة هامة لمشاريع التطوير الضخمة التي تشهدها المدينة، والتي تتضمن خطة لإنشاء مجمع فنادق ضخم في منطقة جبل عمر، يهدف إلى استقبال أكثر من مائة ألف شخص في 26 فندقًا فاخرًا.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة حاليًا على توسعة الحرم المكي الشريف، حيث يتم رفع قدرة استيعاب المصلين من ثلاثة ملايين إلى سبعة ملايين مصلٍ بحلول عام 2040، في مشروع ضخم بتكلفة تتجاوز الستين مليار دولار.

ويأتي “أبراج كدي” كجزء من هذه الرؤية الشاملة لتطوير المدينة المقدسة وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.

التصميم والهندسة: مزج بين الأصالة والمعاصرة

فازت شركة “أرين هوسبيتاليتي” البريطانية بعقد التصميم الداخلي للفندق، حيث صُمم ليعكس تقاليد العمارة الصحراوية السعودية بلمسة عصرية، مما يجعله تحفة معمارية تمزج بين الأصالة والحداثة.

تتميز الأبراج بألوان مستوحاة من التراث العربي والإسلامي، حيث يسود اللون الذهبي والأصفر والأخضر، في حين تضيف القبة الأندلسية التي تزين أعلى البرج الأكبر لمسة فريدة تعبر عن التراث الإسلامي العريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى