صحة و جمال

50 % من الأزمات القلبية لا يتم رصدها بواسطة أدوات الفحص الطبية

كشف باحثون في مركز ماونت سيناي الطبي الأمريكي أن نحو 50% من الأزمات القلبية لا يتم رصدها بواسطة أدوات الفحص الطبية الحالية، ما يطرح تساؤلات جدية حول دقة نماذج تقييم المخاطر المستخدمة للكشف المبكر عن أمراض القلب، ويؤكد الحاجة إلى مراجعة الأساليب التقليدية في التشخيص والوقاية.

وأوضحت الدراسة المنشورة بدورية JACC العلمية أن أدوات تقدير خطر الإصابة بالنوبات القلبية الشائعة صنّفت العديد من المرضى ضمن فئات منخفضة أو متوسطة الخطورة، رغم تعرضهم لاحقًا لأزمتهم القلبية الأولى، ما يشير إلى محدودية قدرة هذه النماذج على التنبؤ الدقيق بالأزمات المفاجئة ويضعف فاعلية التدخلات المبكرة.

واعتمدت هذه النماذج بشكل رئيسي على عوامل تقليدية مثل العمر وضغط الدم والكوليسترول، دون مراعاة التغيرات الدقيقة في الشرايين مثل تراكم اللويحات الصامتة التي قد تتطور دون ظهور أعراض واضحة، وهو ما يفسر حالات الفشل في الكشف المبكر ويبرز الحاجة إلى أدوات أكثر تخصصًا تشمل تحليل الشرايين وتقنيات تصوير متقدمة.

وأشار الباحثون إلى أن تطوير أدوات فحص جديدة يشمل استخدام تقنيات تصوير متقدمة، ونماذج تنبؤية تجمع بين البيانات الجينية والبيئية والسلوكية، ما قد يساعد في رصد التغيرات الشريانية قبل وقوع الأزمة، ويتيح تقديم استراتيجيات وقائية أكثر فاعلية وتقليل نسب الوفيات المرتبطة بالنوبات القلبية المفاجئة.

وأكدت الدراسة أن التركيز على الفحوص التقليدية وحدها لا يكفي لتحديد المرضى الأكثر عرضة، وأن الدمج بين النماذج المتقدمة والتقنيات الحديثة سيحدث تحولًا في الوقاية والكشف المبكر، ويزيد من قدرة الأطباء على تقديم تدخلات دقيقة تستهدف المرضى الذين كانوا يُصنفون سابقًا في فئات خطر منخفضة.

وشدد الباحثون على أهمية توعية المرضى بأهمية المتابعة الدورية والتقييم الشامل، حتى في حال عدم وجود عوامل خطر تقليدية، مشيرين إلى أن هذه النتائج تمثل دعوة لإعادة النظر في استراتيجيات الفحص والوقاية من أمراض القلب، بما يضمن تقليل الإصابات المفاجئة وتحسين جودة الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى