“طريق البخور” بالعُلا يبعث روح التجارة القديمة بتجربة حية

انطلقت تجربة “طريق البخور” الجديدة في البلدة القديمة بمحافظة العُلا، لتأخذ الزوار في رحلة معرفية عميقة تمتد عبر الأزقة الطينية والأسواق العتيقة التي كانت تشكل شريانًا حيويًا للتجارة، وتُعدّ هذه الأسواق يومًا ما نقطة وصل محورية بين شبه الجزيرة العربية ومختلف حضارات العالم القديم، مما جعلها مركزًا لتبادل السلع.
يعيش الزائر ضمن هذه التجربة الغامرة رحلة متعددة الحواس تمزج ببراعة بين الصوت والصورة والضوء والرائحة، في محاولة لاستحضار روح التاريخ الحيّ والمفعم بالحركة التجارية، وتنجح التجربة في إعادة إحياء روح التجارة القديمة ومسارات القوافل التاريخية، مقدمةً صورة واقعية لما كانت عليه الحياة آنذاك.
صُممت التجربة بمهارة فائقة لتقديم محتوى معرفي عميق ومبسط في آن واحد، مما يضمن وصول المعلومة التاريخية لكافة الزوار على اختلاف خلفياتهم، وتُعرّف التجربة الزوار بالقصص الملهمة التي دارت حول تبادل السلع الثمينة مثل العطور والبخور، مسلطةً الضوء على دور هذا الطريق في نقل الثقافات وتفاعلها بين الشعوب المختلفة.
تمنح التجربة الزوار فرصة استثنائية لصناعة مزيج البخور والعطور الخاص بهم، في نشاط عملي وتفاعلي يعزز ارتباطهم بالمكان وتاريخه العريق، ويعكس هذا النشاط التفاعلي أصالة الأسواق القديمة ويعيد إحياء جوهر التجارة التقليدية بأسلوب مبتكر وممتع، يرسخ المعلومات في أذهان المشاركين.
جاءت التجربة ضمن إطار قصة تفاعلية متكاملة، تُبرز تاريخ “طريق البخور” ودوره الحيوي في حركة القوافل القديمة التي كانت تعبر المنطقة على مر العصور، ونجحت القصة في ربط البلدة القديمة بالعوالم التجارية والثقافية التي كانت متصلة بها عبر القرون، مقدمةً منظورًا تاريخيًا شاملاً.
تُشكل هذه الرحلة نافذة حية ومفتوحة على تاريخ التجارة العريقة في المنطقة، وروائحها المتجذرة التي لا تزال عالقة في جنبات المكان وجدرانه الطينية، وتؤكد هذه المبادرة على أهمية العُلا كمركز ثقافي وتجاري قديم، وتسهم في إبراز العمق الحضاري للمملكة العربية السعودية.
تُسهم تجربة “طريق البخور” في دعم جهود العُلا المستمرة لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية رائدة، من خلال تقديم محتوى ثقافي أصيل ومبتكر، وتُرسخ هذه التجارب التفاعلية القيمة المعرفية للزائر، وتجعل من زيارته للبلدة القديمة ذكرى لا تُنسى ومحطة تعليمية شيقة.
تُعزز مثل هذه المشاريع من مكانة التراث المحلي وتبرز أهميته الاقتصادية والسياحية في آن واحد، بما يتوافق مع الرؤية الطموحة للمملكة، ويُنتظر أن تستقطب التجربة أعدادًا متزايدة من السياح المهتمين بالتاريخ والحضارات القديمة، مما يدعم الاقتصاد المحلي للمحافظة ويعكس الاهتمام بالتفاصيل التاريخية.





