أوتكياغفيك تودع الشمس 66 يوماً في ليل قطبي طويل

بدأت مدينة أوتكياغفيك، الواقعة في أقصى شمال ولاية ألاسكا الأمريكية، التي كانت تُعرف سابقاً باسم بارو، فترتها السنوية الطويلة من الظلام في ظاهرة فلكية تُعرف باسم “الليل القطبي”،تحدث هذه الظاهرة عندما تقع المنطقة داخل الدائرة القطبية الشمالية، حيث تميل الأرض بعيداً عن الشمس في فصل الشتاء.
تغرب الشمس للمرة الأخيرة في سماء المدينة عادةً حول الثامن عشر أو التاسع عشر من شهر نوفمبر، لتبدأ معها فترة “السبات الشتوي” التي تستمر لأسابيع طويلة،تستمر هذه الفترة حوالي 65 إلى 66 يومًا، ولن تشرق الشمس مرة أخرى فوق الأفق إلا في الثاني والعشرين أو الثالث والعشرين من يناير من العام التالي، وتحديداً في عام 2026.
يعني هذا التوقيت أن سكان المدينة ودعوا قرص الشمس بالفعل قبل بضعة أيام، وبدأوا في عيش فصل الشتاء دون رؤية شروق الشمس اليومي المعتاد،يُشار إلى أن هذا الليل الطويل لا يعني ظلامًا حالكًا لمدة أربع وعشرين ساعة متواصلة كما قد يتصور البعض، وهذا هو ما يميز طبيعة الحياة في هذه المنطقة القطبية.
تشهد المدينة بدلاً من ذلك ما يسمى “الشفق المدني” أو (Civil Twilight) لبضع ساعات يوميًا، مما يخفف من حدة الظلام الكلي،تقع الشمس خلال هذه الساعات، التي تتراوح عادةً بين ثلاث وست ساعات، تحت الأفق بقليل، مما يسمح بمرور ضوء خافت.
يتسم هذا الضوء الخافت بلونه الأزرق المميز والجميل، والذي يوفر مستوى من الرؤية يمكن السكان من الحركة واستخدام الأماكن دون الحاجة إلى إضاءة اصطناعية كاملة ومكثفة طوال الوقت،تعتبر هذه الفترة من الشفق بمثابة تعويض جزئي عن غياب الشمس المباشر، وتسمح ببعض النشاطات الخارجية المحدودة.
يُعد هذا التوقيت الفلكي دقيقًا للغاية ويتوافق مع التقويم السنوي للمناطق الواقعة ضمن هذه الدوائر القطبية، لذا فإن الفترة الممتدة حاليًا هي استعداد لانتهاء الليل الطويل في يناير 2026،يستعد السكان لانتظار رؤية أول شعاع للشمس بعد انقضاء هذه الفترة التي تتجاوز الشهرين، ليبدأ معها فصل جديد من النور في العام الجديد.
تُشكل هذه الظاهرة تحدياً فريداً لسكان أوتكياغفيك، التي تُعد مدينة صغيرة في أقصى نقطة شمالية من ألاسكا، حيث تتطلب الحياة فيها تكيفاً خاصاً مع الظروف المناخية والضوئية القاسية.
تعتمد الحياة اليومية على التخطيط الدقيق والاستفادة القصوى من ساعات الشفق المدني القليلة،تعكس الطبيعة البشرية في هذه المنطقة قدرة كبيرة على التأقلم مع التقلبات الفلكية الفريدة التي تميز المناطق القطبية.
تتجلى أهمية هذه المدينة الآن في كونها نموذجًا حيًا لكيفية تأثير ميلان محور الأرض على الحياة البشرية، وتقدم مثالاً فريداً على الظروف المناخية القاسية التي يمكن أن توجد على كوكبنا.
المصدر: سوشيال ميديا





