الإماراتية عائشة المشوي أول مرشدة سياحية دولية

صنعت عائشة المشوي حضورًا استثنائيًا في قطاع الإرشاد السياحي بعدما كرست سنوات من العمل لتكون أول مرشدة سياحية في دولة الإمارات وأول مرشدة سياحية دولية، مقدمة نموذجًا مهنيًا يدمج بين المعرفة العميقة بالتراث الوطني والقدرة على التواصل مع ثقافات متعددة، مما جعل اسمها واحدًا من أبرز الأسماء في مسيرة الإرشاد الثقافي داخل الدولة وخارجها.
وقدمت المشوي منذ بداياتها صورة مختلفة للمرشد الإماراتي، صورة تعتمد على الشغف بتاريخ الوطن والاعتزاز بهويته، إلى جانب احترافية عالية في تقديم المعلومات بأسلوب جذاب يحول الزيارات السياحية إلى تجارب معرفية ثرية.
أثبتت المشوي قدرتها على مخاطبة الوفود الدولية بلغات مختلفة، مما جعلها وجهًا بارزًا في استقبال الشخصيات الرسمية والإعلامية وكبار الضيوف، إذ مثلت الدولة في العديد من المحافل الخارجية بصفتها أول مرشدة سياحية دولية، وقدمت من خلال مشاركاتها صورة حقيقية عن الإمارات وحضارتها وتاريخها، الأمر الذي عزز حضور الدولة ثقافيًا وسياحيًا على مستوى العالم، ونجحت في أن تكون سفيرة للتراث الوطني عبر أسلوب سردي يمزج بين الدقة التاريخية وروح الإنسان الإماراتي، لتجعل الزائر قريبًا من تفاصيل الهوية المحلية بكل ما تحمله من عمق وتنوع.
استفادت المشوي من خبرتها بوصفها ممارسًا عامًا في علم الجرافولوجي، وهو علم قراءة الخطوط وتحليل الشخصية، لتعزز من أدواتها الإنسانية في التعامل مع الزوار وفهم احتياجاتهم، إذ أسهمت هذه المعرفة في تطوير مهاراتها التواصلية ومنحها قدرة أكبر على تهيئة تجربة سياحية تستجيب لتوقعات الزائر وتلبي اهتماماته، مما انعكس على جودة الجولات التي تقدمها وفتح لها آفاقًا أوسع داخل القطاع السياحي المتنامي في الدولة.
شاركت المشوي من خلال دورها كمرشد ثقافي للمكتب التنفيذي لمعهد الشارقة للسياحة والضيافة في إعداد الأدلة المعرفية والبرامج الإرشادية التي تقدم للزوار، وهو دور أساسي ساهم في الارتقاء بالمحتوى الثقافي المقدم للجمهور، وفي تعزيز الوعي بتاريخ الإمارات وتراثها، إلى جانب تطوير آليات عرض حديثة تعتمد على التفسير الثقافي وتقديم المعلومات بأسلوب قريب من المتلقي ويعكس روح المكان وقيمه الأصيلة.
مثلت المشوي اليوم نموذجًا ملهمًا للشباب الإماراتي، ونموذجًا بارزًا لتمكين المرأة داخل القطاع السياحي، إذ أثبتت أن الشغف حين يقترن بالتخصص والمعرفة قادر على بناء مسار مهني مؤثر وعميق الأثر.
وأسهمت مسيرتها في دعم حضور الإمارات كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، وفي التأكيد على أن الهوية الوطنية حين تُروى بصدق تصبح قوة جذب لا تقل أهمية عن المعالم والوجهات.
ولم يكن هذا التميز وليد المصادفة، بل نتاج سنوات من العمل والتعلم والمواصلة، لتسجل المشوي بصمتها في تاريخ الإرشاد السياحي الإماراتي بوصفها إحدى رواده الأوائل.
المصدر: مباشر





