مهرجان الممالك القديمة يفتح أبواب العلا على سبعة آلاف عام

انطلقت فعاليات مهرجان الممالك القديمة 2025 من موقع الحِجر المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وشهد الافتتاح تجمعًا واسعًا احتفى بتاريخ العُلا الممتد عبر حضارات تركت بصماتها في شمال غرب الجزيرة العربية.
وتقدمت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا مشهد التنظيم عبر رؤية ثقافية ركزت على إحياء الإرث المحلي بمشاركة المجتمع، وتقديم محتوى يسرد مسار التاريخ بطريقة معاصرة تجمع بين المعرفة والتجربة الحية.
وأضاءت العروض الجوية سماء الحِجر بتشكيلات قدمتها طائرات الدرون، ونقلت عبر الضوء قصة المنطقة وحضاراتها، وارتبطت هذه الفقرة بعرض “قصص من السماء” الذي أعاد رسم لحظات من تاريخ العلا على خلفية تشكيلات متحركة، وشهد الزوار تفاعلًا واسعًا مع اللوحات البصرية التي اعتمدت على مزج الإبداع التقني مع سرد تاريخي دقيق، ما منح الافتتاح حضورًا مختلفًا أثار اهتمام الحاضرين.
واستقبل “رواة العلا” الزوار على مداخل الموقع، وقدموا سردًا شفهيًا يستند إلى معارف توارثتها أجيال متعاقبة، واعتمدوا على تعاون مستمر مع علماء الآثار لربط الحكايات بالدلائل المكتشفة حديثًا، وتضمنت الفعاليات تجربة رمزية لإشعال البخور بمشاركة شخصيات نبطية استوحيت من تجربة “مساء الحِجر” الحائزة على جوائز، وشكلت هذه الفقرة لحظة رمزية أعلنت انطلاق المهرجان بشكل رسمي وسط تفاعل جماهيري لافت.
وأكد نائب الرئيس للثقافة في الهيئة الملكية للعلا عبدالرحمن السحيماني أن المهرجان يمثل منصة لإبراز الإرث الثقافي لشمال غرب الجزيرة العربية، وأوضح أن الحدث يعكس التزام العلا بالحفاظ على تراثها وإشراك المجتمع المحلي في صناعة الفعاليات، وأشار إلى أن البرنامج يهدف إلى تقديم قراءة معاصرة لتاريخ يمتد لآلاف السنين عبر مزيج من الأنشطة التفاعلية والعروض الفنية.
ويستمر المهرجان حتى السادس من ديسمبر تحت شعار “رحلات عبر الزمن”، ويقدم تجارب واسعة تتيح للزوار التنقل بين مراحل زمنية مختلفة، وتتضمن الفعاليات تجربة طريق البخور التي تستعرض الدور التجاري للعلا في ربط القوافل بين الجنوب والشمال، ويُعاد تقديم عرض “قصص من السماء” طوال أيام المهرجان، كما تتضمن الفعاليات مسارات جيولوجية تستعرض طبقات الأرض وتغيراتها، وجولات موجهة للأطفال تقدم محتوى مبسطًا يربطهم بتاريخ المكان بطريقة تفاعلية.
وتشمل الفعاليات أنشطة مثل “أسرار النقوش القديمة” الذي يتيح للزوار قراءة النقوش وفهم رموزها عبر شروح يقدمها مختصون، إضافة إلى “بيت الهروب” الذي يعتمد على تجربة تفاعلية تربط الحلول بالأحداث التاريخية، وتعود تجربة “مساء الحِجر” في السادس والعشرين من نوفمبر ضمن برنامج موسع يمنح الزائر رحلة تستعرض سبعة آلاف عام من الحضارات، وتجمع بين المشاهدة الميدانية والعروض الضوئية والمحتوى التفاعلي.





