الموائد الصخرية في تبوك تكشف أسرار الطبيعة والجمال الجيولوجي المذهل

تزينت منطقة تبوك بمشاهد طبيعية ساحرة عبر “الموائد الصخرية”، التي صمدت آلاف السنين في مواجهة عوامل التعرية والرياح المتواصلة، لتصبح واحدة من أبرز اللوحات الجيولوجية في المملكة، حيث يعكس هذا التكوين الفريد جمال الطبيعة ومرونتها في الحفاظ على شكله رغم تقلبات المناخ والظروف البيئية القاسية.
أظهرت الدراسات أن تشكيل الموائد الصخرية ناتج عن تعرض قواعد الصخور للنحت الشديد بفعل الرياح المحملة بحبيبات الرمل، بينما بقيت الأجزاء العليا صامدة نتيجة عدم قدرة الرياح على حمل الرمال إلى الارتفاعات المختلفة، ما منح الصخور شكلها المميز والمتدرج، وأدى إلى تكوين وحدات صخرية تبدو كلوحات طبيعية متشابكة على امتداد المنطقة.
ربط الباحثون بين هذه التكوينات والتاريخ الجيولوجي لمنطقة تبوك، حيث تتناغم الموائد الصخرية مع التكوينات الأخرى، ما يتيح للزائر رؤية سلسلة من الطبقات الدقيقة التي تعكس تعاقب الأزمنة والبيئات المختلفة، ويبرز التنوع البصري والجمالي الذي تمنحه الطبيعة عبر آلاف السنين من التغيرات البيئية الطبيعية والتآكل البطيء للصخور.
أكّد المختصون أن الموائد الصخرية لا تعد مجرد تكوينات جيولوجية، بل تمثل سجلاً حياً للتاريخ الطبيعي للمنطقة، فهي توضح كيفية تأثير العوامل الجوية والرياح والرمال على تشكيل المشهد الطبيعي، كما توفر فرصة للباحثين والزوار لدراسة التغيرات البيئية والجيولوجية عبر العصور، من خلال الملاحظة المباشرة للطبقات والصخور المتنوعة والمتجاورة.
تستقطب الموائد الصخرية هواة التصوير وعشاق الطبيعة، حيث توفر خلفيات فريدة للصور ومشاهد بانورامية تتيح للزوار الاستمتاع بجمال التكوينات، كما تسهم في تعزيز السياحة البيئية والتعليمية في المنطقة، ما يجعلها نموذجًا حيًا لكيفية تفاعل الطبيعة مع الزمن، ويبرز قدرة التضاريس الصحراوية على المحافظة على أشكالها الجمالية رغم عوامل التعرية المستمرة.





