منوعات وترفيه

الكويت وبولندا تكشفان أسرار 7700 عام من تاريخ الصبية القديم

كشف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عن اكتشافات أثرية غير مسبوقة في موقع «بحرة 1» بمنطقة الصبية شمال الكويت، حيث تمكنت البعثة الكويتية – البولندية المشتركة من العثور على أكثر من 20 فرنًا يعود تاريخها إلى نحو 7700 عام، إلى جانب نصف مجسّم لطائر البومة المجنّحة وبقايا شعير محلي عمره 7500 عام، إضافة إلى أوانٍ خزفية محطمة ورؤوس صغيرة لأشكال آدمية وفخاريات متنوعة وأدوات إعداد الطعام، ما يعكس حياة مجتمعات المنطقة في العصور القديمة، ويقدم رؤية واضحة حول تقنيات صناعة الفخار واستخدام البيتومين كوقود، وفق ما أكدت الدكتورة أجنيسكا بينكوفسكا، نائب مدير فريق التنقيب البولندي.

أوضحت بينكوفسكا أن الاكتشافات الأخيرة تمثل نافذة على الحياة اليومية لسكان العصر الحجري النحاسي، وتكشف تفاصيل صناعة الفخار المحلي باستخدام الطين الممزوج بالنباتات البرية، إضافة إلى طرق إعداد الغذاء وتخزينه، مؤكدة أن بعض المجسمات الصغيرة ونماذج السفن المعروضة تحمل دلائل على التفاعل التجاري والثقافي مع مناطق أخرى في البحر المتوسط.

احتفت المكتبة الوطنية بالكويت بهذه الإنجازات من خلال افتتاح معرض الصور «طبقات الزمن: الأبحاث الأثرية الكويتية – البولندية في شمال الكويت وجزيرة فيلكا»، الذي نظمته سفارة بولندا بالتعاون مع المركز البولندي لآثار البحر المتوسط بجامعة وارسو والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليعكس ثمانية عشر عامًا من العمل الميداني المشترك، ويؤكد عمق التعاون العلمي والثقافي بين الكويت وبولندا، في فعالية تضمنت تكريم الدكتورة أجنيسكا بينكوفسكا بمنحها وسام Bene Merito، أحد أبرز الأوسمة التي تمنحها وزارة الخارجية البولندية.

أشاد السفير البولندي ميشال جوليوا بدور البعثة الكويتية – البولندية، مشيرًا إلى أن المشروع سيحتفل في العام المقبل بمرور 20 عامًا على انطلاقه، وهو ما يعكس نجاح التعاون العلمي المستمر، وقال: «بيننا الليلة باحثة كرّست أكثر من 12 عامًا للكشف عن تاريخ الكويت، وقد أسهمت في ترسيخ شراكتنا العلمية مع نظرائنا الكويتيين»، مضيفًا أن التكريم الفردي للدكتورة بينكوفسكا يمثل نجاحًا جماعيًا للبعثة، ويبرز الأثر الكبير الذي تركته على العلاقات الكويتية – البولندية.

يستعرض المعرض المشاهد الأثرية الفريدة التي توثق رحلات البعثة منذ 2007، بما في ذلك مستوطنات العصر الحجري النحاسي، وآثار جماعات متنقلة من العصر البرونزي والفترة الإسلامية، بالإضافة إلى دلائل الحياة في جزيرة فيلكا قبل العصر الحديث، واكتشافات مسجد قديم في موقع التنقيب الإسلامي المتأخر، ما يجعل المعرض منصة حيوية لتسليط الضوء على تاريخ الكويت العريق ومساهماتها في الحضارات القديمة، ويعكس تطور علم الآثار المحلي والتعاون الدولي المستدام.

المصدر: الراي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى