دول الخليج تعزز حضورها العالمي بين أبرز الوجهات السياحية لعام 2026

تتقدم سلطنة عُمان بخطوات واسعة نحو ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية رائدة، بعدما جرى اختيارها ضمن أفضل ثلاث وجهات ناشئة للمسافرين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2026، وفقًا لتقرير الاتجاهات الصادر عن برنامج Marriott Bonvoy.
ويعكس هذا التصنيف المتقدم التحول الملحوظ في نظرة المسافرين للسلطنة بوصفها مقصدًا يجمع بين المقومات الطبيعية الفريدة والتطور المتسارع في البنية السياحية، ما يعزز جاذبيتها على خارطة السياحة الإقليمية والدولية.
وتأتي عُمان في المركز الثالث بعد أوسلو والعاصمة الجزائرية، بينما تضم قائمة الخمس الأوائل مدنًا أخرى مثل سبليت وزغرب في كرواتيا وكوبنهاغن في الدنمارك.
ويستند التقرير إلى آراء أكثر من 22 ألف مسافر عبر 11 سوقًا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ما يمنحه موثوقية عالية تعكس توجهات حقيقية لدى السائحين في المنطقة.
ويؤكد التقرير أن السلطنة باتت تحجز لنفسها مكانًا متقدمًا وسط منافسة واسعة بين وجهات بارزة، مستفيدة من طبيعتها المتنوعة ونمو قطاع الضيافة فيها.
وتُظهر المؤشرات الاقتصادية قوة أداء القطاع الفندقي في عُمان خلال الأشهر الماضية، إذ سجلت الفنادق من فئة ثلاث إلى خمس نجوم ارتفاعًا في الإيرادات بنسبة 18.2% خلال النصف الأول من عام 2025، كما شهدت إيرادات الغرف زيادة بنحو 22%، مدفوعة بارتفاع أعداد الزوار الدوليين وتنامي السياحة الداخلية.
وتعكس هذه الأرقام قدرة السوق العمانية على استيعاب الطلب المتزايد، بجانب نجاح الاستراتيجيات السياحية التي تنفذها السلطنة لجذب المسافرين وتحسين جودة الخدمات الفندقية.
وتستعد السلطنة لمزيد من التوسع في قطاع الضيافة، إذ يُتوقع افتتاح 9600 غرفة فندقية جديدة بحلول عام 2030، وهو ما سيؤدي إلى زيادة المخزون الفندقي بأكثر من 25%، بما يتناسب مع النمو المتسارع في الطلب المتوقع خلال السنوات المقبلة.
ويمنح هذا الاستثمار الضخم دفعة قوية للسياحة العمانية، خصوصًا مع توسع شبكة الوجهات العالمية المرتبطة بها وتطوير البنية السياحية في المحافظات المختلفة.
وتنعكس النتائج الإيجابية لعُمان على صورة أوسع تشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، حيث يسلط تقرير Marriott Bonvoy الضوء على صعود ملحوظ في جاذبية وجهات المنطقة لدى المسافرين الأوروبيين.
وتظهر الإمارات والسعودية ضمن أفضل 10 وجهات سياحية موصى بزيارتها لعام 2026، إلى جانب وجهات أوروبية كلاسيكية مثل فرنسا وإيطاليا واليونان والمملكة المتحدة، ما يبرز تنامي ثقة المسافرين في تجارب السفر التي تقدمها المنطقة.
وتشير بيانات التقرير إلى استمرار اهتمام المسافرين الأوروبيين بالعطلات داخل القارة بنسبة 55%، مع ارتفاع طفيف في التوجه نحو الشرق الأوسط الذي صعدت حصته من الاهتمام إلى 12%، بينما حافظت أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ على استقرار نسبي بحصة بلغت 9% لكل منهما.
ويؤكد التقرير وجود نية قوية للسفر خلال عام 2026، إذ يخطط 79% من المسافرين في المنطقة لقضاء عدد مماثل أو أكبر من العطلات مقارنة بالعام الحالي، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 84% بين المسافرين من الشرق الأوسط الذين يتوقعون الاستمتاع بسبع عطلات سنويًا في المتوسط.
وتشهد سلوكيات الحجز بدورها تغيرات واضحة، حيث يخطط المسافرون لرحلاتهم قبل ثلاثة إلى أربعة أشهر، رغم اختلاف المدة من دولة لأخرى، إذ تمتد لما يزيد على أربعة أشهر في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، وتنخفض لأقل من شهرين في السعودية.
وتؤكد هذه المؤشرات حاجة الوجهات السياحية في المنطقة إلى مواصلة تحسين تجربة السفر وتقديم عروض مرنة تلائم مختلف تفضيلات المسافرين.





