أحداث وفعاليات

50 عاماً من التحول السياحي العالمي تؤكد دور الرياض في رسم مستقبل مستدام

تحتفل منظمة السياحة العالمية بمرور خمسين عاماً على انطلاق دورها الأممي في دعم قطاع السياحة العالمي، حيث تستضيف الرياض أعمال الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة للسياحة التابعة للأمم المتحدة، في لحظة وصفها المراقبون بأنها محطة فارقة في مسيرة هذا القطاع الذي تحول إلى أحد أهم روافد الاقتصاد الدولي خلال العقود الماضية.

شهد العالم منذ عام 1975 نمواً غير مسبوق في حركة السياحة الدولية، إذ ارتفع عدد السياح القادمين من 222 مليوناً إلى ما يزيد على 1.5 مليار سائح في عام 2025، ما يعكس توسع نطاق السفر وتعدد وجهاته، ويؤكد قدرة السياحة على خلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي وتوفير الوظائف وتعزيز التواصل بين الشعوب.

أظهرت بيانات المنظمة أن عائدات صادرات السياحة سجلت قفزة كبيرة خلال نفس الفترة، حيث ارتفعت من 50 مليار دولار إلى نحو 2.2 تريليون دولار بالقيمة الحقيقية، وهو ما يعزز مكانة القطاع كأحد الأعمدة الرئيسية في الاقتصاد العالمي، إذ يسهم في تنشيط حركة النقل والخدمات والضيافة والتجارة.

توضح المنظمة أن تطور التكنولوجيا وسهولة التنقل ساعدا على انتشار السياحة بشكل غير مسبوق، إذ أصبحت شبكات النقل الجوي والبحري والسكك الحديدية أكثر ترابطاً، بينما أسهمت البنية التحتية الحديثة في رفع كفاءة الوجهات السياحية وزيادة قدرتها على استيعاب أعداد متنامية من الزوار، وهو ما أدى إلى ازدهار المدن الصغيرة والمناطق الريفية التي كانت خارج خريطة السياحة التقليدية.

تؤكد المنظمة أن هذا النمو الكبير في أعداد السياح يعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها العالم، حيث أصبح السفر جزءاً من أنماط الحياة الحديثة، وسبيلاً للتبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب، مما عزز قيم التفاهم والتقارب الدولي، وأسهم في تقليص الفجوات بين الثقافات المختلفة.

وترى المنظمة أن المرحلة المقبلة تتطلب تركيزاً أكبر على الاستدامة البيئية والاجتماعية، لضمان أن يستمر قطاع السياحة في النمو دون الإضرار بالكوكب، حيث تسعى المبادرات الجديدة إلى توجيه الاستثمار نحو المشاريع الخضراء، وتطوير ممارسات سياحية تحافظ على الموارد الطبيعية وتدعم المجتمعات المحلية، في إطار رؤية تضع الإنسان والبيئة في صميم السياسات السياحية.

وتتوقع المنظمة أن يتجاوز عدد السياح الدوليين حاجز الملياري سائح بحلول عام 2030، بفضل تعزيز الربط الجوي وتطوير الوجهات الجديدة، إضافة إلى الاهتمام المتزايد بالسياحة المسؤولة التي توازن بين المتعة والوعي البيئي، ما يجعل من القطاع رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة عالمياً.

وتشير المنظمة إلى أن مرور خمسين عاماً على تأسيسها ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل دعوة للتأمل في حجم التحولات التي شهدها العالم منذ أن أصبحت السياحة شأناً دولياً يخدم الإنسان والكوكب معاً، مؤكدة أن المسؤولية اليوم مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات لضمان مستقبل أكثر توازناً لهذا القطاع الحيوي.

المصدر: منظمة السياحة العالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى