تونس تعزز حضورها السياحي وتستهدف استقبال 11 مليون زائر في 2025

سجلت تونس ارتفاعاً جديداً في عائدات قطاعها السياحي، إذ بلغت 2.37 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، متجاوزة بذلك ما تحقق في العام الماضي الذي سجل 2.34 مليار دولار، ويعكس هذا النمو استقرار الحركة السياحية في البلاد رغم التحديات الاقتصادية الإقليمية.
أكد مدير الدراسات والتعاون في الديوان الوطني للسياحة أيمن الرحماني أن هذه العائدات، المستندة إلى بيانات البنك المركزي التونسي، بلغت سبعة مليارات دينار حتى نهاية أكتوبر، وأوضح أن عدد الوافدين من غير المقيمين وصل إلى 9.44 ملايين زائر خلال الفترة نفسها، وهو مؤشر على استعادة القطاع لعافيته التي تأثرت في السنوات الماضية.
أشار الرحماني إلى أن الأرقام الحالية تدعم التوقعات الرسمية التي تستهدف جذب أكثر من 11 مليون سائح مع نهاية عام 2025، موضحاً أن استمرار النسق التصاعدي للوافدين سيساهم في تحقيق هذا الهدف، خاصة مع تحسن البنية التحتية وتنوع العروض السياحية في المدن الساحلية والداخلية.
وشهدت تونس العام الماضي استقبال أكثر من عشرة ملايين و264 ألف سائح، وفق ما أعلنه وزير السياحة سفيان تقية أمام البرلمان في فبراير، وبلغت عائدات القطاع آنذاك نحو 7.94 مليارات دينار أي ما يعادل 2.34 مليار دولار، ما جعل القطاع يساهم بنسبة معتبرة في الناتج المحلي الإجمالي.
أضاف الوزير أن السوق الأوروبية ما زالت تمثل النسبة الأكبر من الزوار، خاصة من فرنسا وألمانيا وإيطاليا، مع تزايد الإقبال من دول أوروبا الشرقية، وأكد أن الوزارة تعمل على تنويع الأسواق السياحية عبر تعزيز التعاون مع وكالات السفر الروسية والصينية، لجذب شرائح جديدة من السياح خلال المواسم المقبلة.
وأفاد خبراء الاقتصاد بأن ارتفاع عدد الزوار إلى هذا المستوى سيخلق تأثيراً مباشراً على معدلات التشغيل في قطاعات الفنادق والنقل والخدمات، وسيساهم في رفع احتياطي العملة الصعبة، وأشاروا إلى أن القطاع السياحي التونسي يمثل نحو 14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي ويشغل ما يقارب 400 ألف شخص بين وظائف مباشرة وغير مباشرة.
ويرى مراقبون أن الرهان على بلوغ 11 مليون سائح يتطلب استمرارية في تحسين جودة الخدمات وتطوير الوجهات الجديدة، خاصة في الجنوب والصحراء الكبرى، مع تعزيز الأمن السياحي وتحسين النقل الجوي والبحري، إذ يعتبر موسم الصيف المحور الرئيسي لجذب أغلب الزوار الأوروبيين والعرب.
ويؤكد مسؤولو الديوان الوطني للسياحة أن الجهود متواصلة لتسويق صورة تونس كوجهة آمنة ومتنوعة تجمع بين السياحة الشاطئية والثقافية والعلاجية، ويعتمدون على حملات رقمية ومشاركات دولية في المعارض السياحية، لتعزيز الوعي العالمي بجاذبية البلاد واستقرارها النسبي في محيط متقلب.
وتسعى تونس، عبر خططها الطموحة للعام المقبل، إلى تحويل نجاحاتها المرحلية إلى استراتيجية مستدامة تضمن تدفقاً مستقراً للسياح، بما يعزز النمو الاقتصادي ويخفف الضغط على القطاعات الأخرى، في خطوة تؤكد عودة البلاد إلى خارطة السياحة العالمية بثبات وثقة.
المصدر: القبس





