نصائح هامة لحماية المسافرين من المخاطر أثناء الرحلات

يحرص كثير من المسافرين على الاستمتاع برحلاتهم دون أن يدركوا أن العناية بالصحة أثناء السفر تعد جزءًا أساسيًا من نجاح الرحلة، إذ تؤكد التوصيات الطبية أن الوقاية من الأمراض تبدأ قبل مغادرة المنزل من خلال اتباع مجموعة من الإرشادات التي تضمن الحفاظ على اللياقة والنشاط طوال فترة الرحلة، وتقلل في الوقت نفسه من احتمالية التعرض لأي مشكلات صحية مفاجئة.
يبدأ التخطيط الصحي للسفر بتحديد موعد للاستشارة الطبية قبل الرحلة، فإجراء الفحص الطبي العام يمنح المسافر الطمأنينة حول حالته الصحية، ويساعد على اكتشاف أي مشكلات قبل تفاقمها، كما يُنصح بالحصول على اللقاحات الأساسية ضد الأمراض المعدية مثل التيفوئيد والتهاب الكبد، إضافة إلى استخدام المستحضرات الواقية من لدغات الحشرات، خصوصًا في المناطق التي تنتشر فيها أمراض المناطق الحارة.
يفرض السفر أحيانًا تغييرات على نمط النوم، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإجهاد ونقص المناعة، لذلك يجب الحرص على النوم الكافي قبل وأثناء الرحلة، لأن قلة النوم تؤدي إلى ضعف التركيز وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض، بينما يساعد الحصول على قسط مناسب من الراحة على تحسين المزاج والقدرة على ممارسة الأنشطة السياحية بنشاط أكبر.
يشكل المشي وسيلة فعالة للحفاظ على اللياقة، فالتنقل سيرًا على الأقدام داخل المدن السياحية أو في المعالم الطبيعية يمنح الجسم طاقة إضافية ويقلل من التوتر، كما يوصي الأطباء بقطع مسافات قصيرة يوميًا للحفاظ على الدورة الدموية وتنشيط العضلات بعد فترات الجلوس الطويلة في الطائرة أو الحافلات.
تظهر أهمية تناول وجبة الإفطار الصحية في منح الجسم طاقة تساعده على تحمل الأنشطة اليومية، ويُفضل أن تحتوي على الفواكه والحبوب الكاملة والشوفان لتجنب الشعور بالخمول أو الجوع المبكر أثناء الجولات، كما أن شرب الماء بانتظام يعد من أهم العادات التي تحمي المسافر من الجفاف الناتج عن التنقل أو الطقس الحار، لذا يجب حمل زجاجة مياه في جميع الأوقات وعدم الانتظار حتى الشعور بالعطش.
يتعين على المسافر الانتباه إلى نوعية الأطعمة التي يتناولها في الخارج، فالخيارات الصحية الغنية بالخضروات والفيتامينات تضمن سلامة الجهاز الهضمي وتقلل خطر الإصابة بالتسمم الغذائي، كما ينبغي غسل اليدين بشكل متكرر أو استخدام المعقمات عند غياب المياه الجارية لتفادي انتقال الجراثيم والبكتيريا المنتشرة في الأماكن العامة.
يشكل التأمين الصحي للسفر عنصرًا ضروريًا لا يمكن تجاهله، فهو يغطي تكاليف العلاج في حال الإصابة المفاجئة أو التعرض لحادث، ويمنح المسافر دعمًا طبيًا طارئًا دون أعباء مالية، خصوصًا في الدول التي تتطلب تكاليف علاج مرتفعة.
يُنصح كذلك بتجنب الاقتراب من الحيوانات أو إطعامها في الأماكن المفتوحة، فالتعامل العشوائي قد يؤدي إلى جروح أو عضّات تنقل العدوى، كما يجب حماية الجلد من أشعة الشمس باستخدام الكريمات الواقية لتفادي الحروق الجلدية أو ضربة الشمس، خاصة في الوجهات ذات الطقس الحار.
ويكتمل الوعي الصحي أثناء الرحلة من خلال الحرص على تناول أطعمة ومياه نظيفة فقط، إذ إن التلوث الغذائي يمثل أحد أكثر الأسباب شيوعًا لإصابة المسافرين بالإسهال أو العدوى البكتيرية، لذلك يجب التأكد من سلامة الطعام والماء قبل استهلاكهما لتجنب أي مضاعفات صحية قد تفسد متعة الرحلة.
تؤكد هذه الإرشادات أن السفر الآمن يبدأ بالعناية بالجسم والعقل، وأن المسافر الواعي هو من يستعد صحيًا قبل الانطلاق ليستمتع بتجربته دون معوقات.





