عسير .. وجهة سياحية بحرية عالمية على ساحل البحر الأحمر

تستعد واجهة عسير البحرية الواقعة في مركز الحريضة، غرب مدينة أبها بنحو 130 كيلومتراً، لاستقبال الزوار مع بداية موسم السياحة الشتوية، بعد أن تحولت إلى إحدى أبرز الوجهات السياحية الحديثة في المملكة، حيث تجمع بين روعة الطبيعة البحرية ودقة التخطيط العمراني الذي جعل منها نموذجاً متقدماً في مفهوم السياحة الساحلية والترفيه البيئي.
تُبرز الواجهة طابعها الجمالي من خلال امتدادها الساحر على البحر الأحمر، إذ تم تصميمها لتضم مرافق متنوعة تستجيب لمختلف أذواق الزوار، من مسارات المشي على الشاطئ إلى المرافق الترفيهية والمطاعم والمقاهي المطلة على البحر، مما يجعلها وجهة تجمع بين الراحة البصرية والأنشطة التفاعلية التي تناسب العائلات والشباب.
تُقدّم الواجهة مع انطلاق الموسم الشتوي فعاليات متنوعة تشمل العروض الفنية والأنشطة الثقافية والفعاليات الترفيهية التي تعكس روح المنطقة وهويتها التراثية، في حين تُضفي الأجواء البحرية المعتدلة على المكان طابعاً مميزاً يدمج بين الجمال الطبيعي وروح الضيافة التي تشتهر بها عسير.
تتحول الواجهة عند المساء إلى لوحة فنية نابضة بالحياة، حيث تتراقص الأضواء على صفحة المياه وتنعكس على الأبنية الحديثة، ليغدو المشهد مثالاً للتناغم بين الطبيعة والتصميم العصري، في تجربة بصرية تخلّد جمال البحر الأحمر وتُبرز الحس الجمالي الفريد لعسير.
تسهم واجهة عسير البحرية في دعم توجه المملكة نحو تطوير الوجهات السياحية الساحلية ضمن رؤية 2030، إذ تجسد المشروع نموذجاً عملياً لاستراتيجية “قمم وشيم” التي تهدف إلى تعزيز التنوع السياحي في المنطقة، وتطوير البنية التحتية السياحية بما يواكب المعايير العالمية، ويخلق فرصاً اقتصادية جديدة في مجالات الاستثمار والخدمات.
تحقق الواجهة مكانة متقدمة كوجهة رئيسة على خارطة السياحة الداخلية، حيث أصبحت متنفساً لأهالي المنطقة ومقصداً لزوار المملكة من مختلف المناطق، كما تمثل نقطة جذب مهمة بفضل موقعها الجغرافي المميز الذي يجمع بين جبال عسير الخضراء وساحل البحر الأحمر، لتقدم للزائر تجربة لا تتكرر تجمع بين الهدوء الطبيعي ومتعة الاكتشاف.
تعكس الحريضة اليوم تحوّل عسير من منطقة جبال شاهقة إلى سواحل نابضة بالحياة، في مشهد يوحد بين التنوع البيئي والتاريخي والجغرافي، ويعكس قدرة المنطقة على الجمع بين الأصالة والتطور، حيث تمتد من قمم الجبال إلى أعماق البحر، لتؤكد حضورها في المشهد السياحي السعودي كوجهة متكاملة تجمع بين الطبيعة والثقافة والتجربة العصرية.
بهذا المشروع، تُواصل عسير ترسيخ موقعها كأحد أهم مراكز الجذب السياحي في المملكة، من خلال تقديم وجهة بحرية حديثة تعكس جمال المنطقة وتنوعها، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنمية السياحية المستدامة التي توازن بين حماية البيئة وتطوير الاقتصاد المحلي، وتضع عسير على خارطة السياحة العالمية كرمز للتجدد والتكامل الجغرافي.





