صحة و جمال

اتباع نظام غذائي متوازن يمنح مريض السكري استقرارًا صحيًا مستدامًا

يشكّل ضبط التغذية اليومية الخطوة الأولى في رحلة مريض السكري نحو السيطرة على المرض، إذ يؤكد الأطباء أن الالتزام بنظام غذائي متوازن يحد من ارتفاع مستويات السكر في الدم ويقلل من خطر المضاعفات التي قد تمس القلب أو الكلى أو الأعصاب، ويعتمد هذا النظام على اختيار الأطعمة الطبيعية وتجنب المكونات المصنعة التي تُربك توازن الجلوكوز.

يركز الأخصائيون على أن وعي المريض هو العنصر الحاسم في نجاح أي خطة غذائية، فمعرفة الفرق بين الأطعمة المفيدة والضارة تُساعد على اتخاذ قرارات دقيقة، كما أن التوازن بين الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية يُبقي مستوى السكر مستقرًا ويدعم وظائف الجسم الحيوية دون إجهاد.

يُوصي الخبراء مرضى السكري من النوع الأول بتناول البروتينات الخفيفة مثل السمك المشوي والدجاج منزوع الجلد والبيض المسلوق، لأن هذه الأطعمة تُهضم ببطء وتُسهم في الشعور بالشبع لفترات طويلة، مما يُقلل من نوبات الجوع المفاجئة، كما أن إدراج الدهون الصحية كزيت الزيتون والمكسرات النيئة يعزز من كفاءة الإنسولين ويُخفض الالتهابات الداخلية.

يُعد تنظيم مواعيد الوجبات من أهم عوامل استقرار السكر في الدم، إذ يُنصح بتقسيم اليوم إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين، مع الحفاظ على أوقات ثابتة لتناول الطعام، فذلك يُساعد الجسم على التكيف مع نمط غذائي منتظم ويُسهم في تحسين استجابة الإنسولين الطبيعية أو العلاجية.

يعتمد النظام الغذائي لمريض السكري على الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الشوفان والحبوب الكاملة والبقوليات، لأنها تُبطئ امتصاص السكر وتُقلل من التقلبات المفاجئة في مستوياته، بينما يجب الابتعاد عن الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر الأبيض والأرز الأبيض والمخبوزات المصنعة التي تُسبب ارتفاعًا حادًا في الجلوكوز.

تُعتبر بعض الفواكه خيارًا آمنًا عند تناولها بكميات معتدلة مثل التوت الأزرق والفراولة والتفاح، لأنها تحتوي على مضادات طبيعية وألياف تُحسن الهضم وتُنظم امتصاص السكر، بينما يُفضل تجنب الفواكه عالية السكر مثل الموز والعنب والمانجو والتين، إضافة إلى الفواكه المجففة التي تُعد مصدرًا مركزًا للسكريات.

يحذر الأطباء من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات المضافة مثل الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر الجاهزة، لأنها تُسبب ارتفاعًا مفاجئًا في السكر وتُضعف قدرة الجسم على تنظيمه، كما يُوصى بالابتعاد عن الأطعمة المقلية والدهون المشبعة للحفاظ على حساسية الإنسولين وصحة القلب.

يبدأ مريض السكري يومه بشكل صحي عندما يتناول فطورًا متوازنًا يحتوي على البروتين والألياف مثل البيض المسلوق أو الشوفان الكامل أو خبز الحبوب الكاملة مع اللبنة أو الأفوكادو، ويمكن إضافة كوب من الحليب قليل الدسم أو الزبادي الطبيعي مع فاكهة منخفضة السكر، فهذه الوجبة تُساعد على استقرار السكر بعد ساعات الصيام وتُوفر طاقة ثابتة للجسم.

يُعد تبني هذا النمط الغذائي أسلوب حياة وليس خطة مؤقتة، إذ يُمكّن المريض من التحكم في المرض على المدى الطويل ويُحسن جودة حياته اليومية، ويُقلل من اعتماده على الأدوية، كما يُسهم في الوقاية من أمراض القلب وضغط الدم ودهون الكبد التي ترافق السكري عادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى