أحداث وفعاليات

البازارات العربية تنثر عبق التراث وتوحّد الثقافات في مهرجان رفحاء

أضفت البازارات العربية المشاركة في مهرجان “ليالي سهيل 2025” بمحافظة رفحاء لمسةً خاصة من الأصالة والتنوّع الثقافي، إذ قدّمت تجربة غنية تجمع بين الفن والتراث في أجواءٍ نابضة بروح الأخوّة العربية، جسّدت المعنى الحقيقي للتبادل الثقافي بين الشعوب، فقد تحوّلت أروقة المهرجان إلى لوحةٍ فنية حيّة تنبض بالحياة والألوان، حيث اختلطت روائح الحرف اليدوية بعبق التراث الشعبي، وامتزجت الأصوات والموسيقى في مشهدٍ يروي حكاية العراقة والتنوّع.

وشهدت فعاليات المهرجان مشاركة مميزة من بازارات عربية قدِمت من العراق ومصر واليمن، حملت معها تاريخًا طويلًا من الفنون التقليدية والمشغولات اليدوية التي تعكس هوية كل بلد وثقافته العريقة، فقد امتلأت أركان البازارات بالأقمشة المطرّزة والمصنوعات النحاسية والمنتجات الجلدية والأدوات الخشبية، إلى جانب قطع فنية تجسّد مهارة الحرفيين وقدرتهم على الحفاظ على تراثهم رغم الحداثة المتسارعة.

وقد بدا واضحًا أن هذه المشاركات لم تكن مجرد عرض تجاري، بل كانت رسالة ثقافية تؤكد أهمية الحفاظ على الموروث العربي المشترك وتقديمه للأجيال الجديدة بأسلوب معاصر وجذاب.

وجذب المهرجان أعدادًا كبيرة من الزوار الذين تجولوا بين البازارات متأملين تفاصيل الأعمال الفنية، ومتعرفين على قصصها التي تعبّر عن ذاكرة الأوطان، حيث استمتع الحضور بتجارب التسوق التقليدية وسط أنغام الموسيقى الشعبية التي زادت المكان حيوية ودفئًا.

ولم تقتصر التجربة على الشراء أو المشاهدة فحسب، بل تحولت إلى تفاعل ثقافي حي بين الزائر والحرفي، إذ تبادلوا الأحاديث حول طرق التصنيع، والخامات المستخدمة، والدلالات الرمزية في النقوش والألوان.

وعبّر العديد من الزوار عن إعجابهم بما شاهدوه من تنوع ثقافي يعكس مدى تقارب الشعوب العربية رغم اختلاف الجغرافيا، مؤكدين أن مهرجان “ليالي سهيل” بات نموذجًا مميزًا لدمج السياحة بالثقافة والفن في تجربة واحدة، ما يجعله حدثًا ينتظره الجميع كل عام بشغف.

وأسهمت هذه البازارات في تنشيط الحركة الاقتصادية داخل المهرجان، إذ شهدت المبيعات إقبالًا لافتًا، خاصة على المنتجات اليدوية ذات الطابع التراثي التي تمثل تذكارات محلية وعربية فريدة.

ويُعد المهرجان في نسخته الحالية تجسيدًا لرؤية محافظة رفحاء في تطوير الفعاليات الثقافية والسياحية، وجعلها منصّة تجمع المواهب العربية تحت سقف واحد يعزز الروابط الاجتماعية ويثري المشهد الفني في المنطقة.

ومع مشاركة البازارات العربية، بدا المهرجان كجسرٍ حيٍّ يربط الماضي بالحاضر، ويمدّ جسور التواصل بين الشعوب من خلال الفن والحرف والإبداع الإنساني المشترك، ليؤكد أن التراث لا يزال لغةً عالمية يفهمها الجميع مهما اختلفت اللهجات والحدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى