وجهات سياحية

المدينة المنورة تزدان بواحة ميلاف كعلامة سياحية وثقافية مبهرة

تزهو المدينة المنورة اليوم بوجه جديد من أوجه التطور السياحي والثقافي عبر مشروع “واحة ميلاف” الذي يجاور مسجد قباء، ليضيف إلى المدينة طابعًا حضاريًا يعانق التراث ويستشرف المستقبل في آنٍ واحد، إذ يجمع هذا المشروع بين سحر المكان وقدسية التاريخ وروح الابتكار الحديثة، ما يجعله إحدى أبرز الوجهات التي تعيد تعريف التجربة السياحية في المدينة المنورة بأسلوب يجمع الأصالة والحداثة.

وتجسّد واحة ميلاف ثمرة جهود هيئة تطوير المدينة المنورة في تقديم مشاريع نوعية تسهم في إبراز الوجه الجمالي والحضاري للمنطقة، حيث صُممت الواحة لتكون مساحة تفاعلية نابضة بالحياة تجمع بين الترفيه والثقافة والتجارة، مقدّمة مزيجًا من المتاجر والمقاهي والمطاعم التي تطل على مشهد بانورامي رائع يضم مسجد قباء وأشجار النخيل المحيطة به، لتغدو الواحة لوحة فنية تتناغم فيها الطبيعة مع العمران في تجربة لا تُنسى.

وتضم واحة ميلاف أكثر من خمسين متجرًا ومطعمًا ومقهى محليًا وعالميًا، ما يمنح الزائر خيارات متعددة للاستمتاع بالأجواء الهادئة والأنشطة المتنوعة التي تلبي مختلف الأذواق، فضلًا عن متحف مخصص لرواية قصة التمور السعودية، يستعرض رحلتها من النخلة إلى المائدة بأسلوب تفاعلي يجذب العائلات والمهتمين بالتراث الزراعي المحلي.

كما تحتوي المنطقة على مرافق ترفيهية للأطفال ومساحات مفتوحة للفعاليات الثقافية، لتتحول إلى مركز يجمع العائلة في أجواء مفعمة بالتفاعل والمعرفة.

وتسعى هيئة تطوير المدينة المنورة من خلال هذا المشروع إلى تعزيز جودة الحياة في المنطقة، عبر خلق بيئة سياحية مستدامة تُشجّع السكان والزوار على الاستمتاع بالتجارب الثقافية والترفيهية في مكان واحد، كما يهدف المشروع إلى تحفيز النشاط الاقتصادي المحلي، من خلال استقطاب الاستثمارات ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المدينة، مما يعكس الرؤية الوطنية الهادفة إلى تنمية القطاع السياحي كأحد محركات الاقتصاد المستقبلي.

وتُعد واحة ميلاف أكثر من مجرد وجهة سياحية، فهي رسالة معمارية وثقافية تعبّر عن انسجام الماضي مع الحاضر، وتقدم نموذجًا رائدًا في التصميم المستدام الذي يحترم البيئة والمكان، لتصبح ملتقىً يجمع الزوار من مختلف الثقافات تحت مظلة واحدة من الجمال والسكينة، مؤكدة أن المدينة المنورة لا تكتفي بتاريخها العريق فحسب، بل تمضي بثقة نحو مستقبل يليق بمكانتها الروحية والحضارية في العالم الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى